دعت الناشطة الحقوقية الصحراوية أمينتو حيدار اليوم السبت بالجزائر، الأممالمتحدة إلى وضع آلية لرصد انتهاكات سلطات الاحتلال المغربية بحق المواطنين الصحراويين بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية، مشيرة إلى أن البعثة الأممية المتواجدة حاليا بهذه الأراضي المحتلة (مينورسو) تعتبر "شاهد عيان أعمى على الجرائم و الانتهاكات المغربية و لا دور لها و لا يمكننا حتى التواصل معها"، معربة عن أمل الصحراويين في أن يدفع مبعوث الأممالمتحدة الجديد إلى الصحراء الغربية بمخطط السلام قدما إلى الأمام. و قالت السيدة حيدار، و هي رئيسة منظمة تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان و المعروفة اختصارا ب "كوديسا"، فى ندوة صحفية نشطتها اليوم بمقر سفارة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بالجزائر، إلى جانب السيدة فاطمة المهدي عضو الأمانة الوطنية لجبهة البولساريو و الأمينة العامة للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية، لاطلاع وسائل الإعلام على تطورات وضعية حقوق الإنسان بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية، إن "الدولة المغربية المحتلة مستمرة في غلق المنطقة في وجه المنظمات الحقوقية و الإنسانية و الهيئات السياسية و البرلمانية و النقابية و الصحافية و الطلابية و الدولية في محاولة منها لحجب مختلف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة ضد المدنيين الصحراويين"، الذين يقودون انتفاضة سلمية تطالب بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير و الاستقلال و في الاستفادة من الثروات الطبيعية وبإطلاق سراح كافة المدافعين عن حقوق الإنسان و المعتقلين السياسيين الصحراويين. و في هذا السياق، تطرقت الناشطة الحقوقية الصحراوية و بالأرقام إلى عدد من انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة من قبل المحتل المغربي ضد المدنيين الصحراويين في الفترة الممتدة من يناير إلى أغسطس الجاري، مشيرة إلى أن عدد الوقفات الاحتجاجية السلمية التي تطالب بالحق في تقرير مصير الشعب الصحراوي والحق في الاستفادة من الثروات الطبيعية، وتلك المتضامنة مع المعتقلين السياسيين الصحراويين و أخرى تطالب بالحق في الشغل و العيش الكريم، والممنوعة من قبل الاحتلال المغربي بلغ حوالي 225 مظاهرة. و أشارت إلى ان سلطات الاحتلال المغربية لم تتوانى في كل مرة عن استعمال العنف و "في بعض الحالات آلة الصعق الكهربائي، فضلا عن الاعتقال و التوقيف التعسفي شمل 105 شابا صحراويا"، مبرزة أن عدد المعتقلين السياسيين الصحراويين بلغ لحد الآن بمختلف السجون المغربية أكثر من 70 معتقلا من بينهم طفلين قاصرين. و من بين الانتهاكات أيضا، أشارت السيدة امينتو حيدار إلى المحاكمات السياسية التي أجريت في شهر يوليو الماضي بحق عدد من المدافعين عن حقوق الإنسان و المناضلين الصحراويين، و الأحكام القاسية التي صدرت بحقهم، و منهم المعتقلين السياسيين لمجموعة "اكديم ازيك" الذين تراوحت الأحكام بحقهم بين المؤبد و 63 سنة. و فضلا عن ذلك يواصل الاحتلال المغربي - كما أفادت السيدة حيدار- سياسة الاعتداء و مضايقة السجناء السياسيين الصحراويين بمختلف السجون المغربية، مع استمرار الإبعاد القسري للمدافعين عن حقوق الإنسان و الترحيل التعسفي للمعتقلين السياسيين الصحراويين. كما تمعن السلطات المغربية في منع و طرد العشرات من المراقبين الاجانب لدخول الصحراء الغربية لحجب و اخفاء ممارساتها اللاإنسانية بحق الصحراويين الذين لا ذنب لهم سوى النضال من اجل تحقيق المصير و نيل الحرية و الاستقلال، تضيف الناشطة الحقوقية الصحراوية. و اذ أكدت السيدة حيدار "تصميم الشعب الصحراوي على مواصلة النضال حتى تحقيق النصر و اقامة الدولة الصحراوية"، فإنها دعت في الوقت ذاته إلى "وضع آلية" تابعة لمنظمة الأممالمتحدة لرصد الانتهاكات المغربية بحق المواطنين الصحراويين، معتبرة ان بعثة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) المتواجدة حاليا بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية "تعتبر شاهد عيان أعمى على جرائم المحتل المغربي و لا دور لها و لا يمكن حتى الاتصال بها"، مشيرة إلى ان المكون المدني للمينورسو لم يتم استكماله بعد. ودعت إلى الضغط على سلطات الاحتلال المغربي من اجل الانصياع لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الصحراوية و احترام حق الشعب الصحراوي فى تقرير المصير. و أعربت امينتو حيدار خلال الندوة الصحفية، عن أمل الصحراويين في أن يشرع المبعوث الأممي الجديد إلى المنطقة هورست كوهلر في مفاوضات "جادة"، و ان يقوم بالضغط على المغرب من اجل وضع المفاوضات على السكة على ان تكون مفاوضات "جادة و حقيقية". كما أشادت الناشطة الصحراوية ب"الدعم الاستراتيجي" الذي لم تتوانى الجزائر حكومة و شعبا في تقديمه للشعب الصحراوي و قضيته العادلة من أجل تحقيق تقرير مصيره. من جهتها، قالت السيدة فاطمة المهدي عضو الأمانة الوطنية لجبهة البولساريو و الأمينة العامة للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية، خلال الندوة الصحفية، أن المغرب و منذ انضمامه إلى الاتحاد الإفريقي يسعى إلى طرد الصحراء الغربية من التكتل الافريقي، لكنه فشل باعتبار ان الاتحاد الإفريقي يعتبر "كفاعل و كشريك حقيقي" للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وهو دوما يدافع عن استقلال هذا الاقليم إدراكا منه ان "هذه الأراضي محتلة و اذا لم تتحرر سيبقى استقلال افريقيا ناقصا". و اكدت ان الاتحاد الإفريقي يظل مطالبا بطرد الاستعمار من آخر مستعمرة فى افريقيا فى إشارة إلى الصحراء الغربية المحتلة مؤكدة فى الوقت ذاته حرص الاتحاد على لم الشمل وبقائه كتلة و احدة من أجل مواجهة التكتلات الدولية ومواجهة التحديات المطروحة امام القارة السمراء.