يشهد الوضع في فنزويلا توترا غير مسبوق على خلفية التطورات السريعة التي عرفتها الساحة السياسة في البلادي والتي انتهت بمحاولة فرض حصار شديد على كراكاس من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكيةي وصل إلى حد التهديد بالتدخل عسكريا للإطاحة بحكم الرئيس نيكولاس مادورو. أدى انتخاب الجمعية التأسيسية المثيرة للجدل في فنزويلاي مؤخراي إلى تسارع وتيرة الأحداث في البلادي والتي اعتبرت المعارضة في فنزويلا أنها تهدف الى تجريدها من سلطاتها البرلمانيةي بينما تراها الولاياتالمتحدة وعدد من الدول بما فيها دول أمريكا اللاتينيةي "خطوة خطيرة" تفضي إلى تقويض أسس الديمقراطية بالبلاد وإلغاء حرية التعبير. الرئيس الأمريكي يهدد باجتياح فنزويلا وأطلقت واشنطن سلسلة من التحذيرات والتهديدات ضد الرئيس الفنزويليي نيكولاس مادوروي تجاهلها هذا الأخيري ما دفع بالوضع في بلاده نحو المجهولي بعدما قرر الرئيس الأمريكيي دونالد ترامبي فرض عقوبات جديدة على فنزويلا بهدف حصارها مالياي اقتصاديا وسياسياي كما هدد باحتمال التدخل عسكريا تحت مبرر الدفاع عن الديمقراطية. ولقيت العقوبات الأمريكيةي التي تهدف -حسب واشنطن- إلى "حرمان الرئيس مادورو من مصادر التمويل والحفاظ على حكمه غير المشروع"ي تنديدا واسعا من قبل الرئيس والشعب الفنزويليي وعدد من دول العالمي حيث خرج الفنزويليون إلى الشوارع للاحتجاج على العقوبات الأمريكية على بلادهم. من جهتهي أكد وزير الخارجية الفنزويليي خورخي أريازاي أن بلاده تدرس اتخاذ إجراءات للدفاع عن نفسها ضد العقوبات الاقتصادية الأمريكيةي مشيرا إلى انها "ستتخذ كافة الاجراءات المتاحة لحماية شعبها"ي متهما الادارة الامريكية بمحاولة خلق"أزمة إنسانية" في فنزويلا من خلال تشديد الحصار الاقتصادي عليها. ورد الرئيس نيكولاس مادوروي على العقوبات الأمريكية قائلا إنها "لن تمنع فنزويلا من إجراء انتخابات رئاسية في عام 2018"ي وأضاف "حتى لو جاء ترامب على رأس تدخل عسكريي فستكون هناك انتخابات رئاسية في فنزويلا". الرئيس الفنزويلي يطلب الدعم لمواجهة التهديدات الأمريكية في المقابلي دعا مادورو الشعب الفنزويليي إلى الانضمام الى الجيش للدفاع عن الوطني عقب التهديدات التي لوح بها الرئيس الأمريكيي كما حذر العسكريين من وجود أي شرخ في وحدة الصف الوطنيي مطالبا "من تساوره أي شكوك فعلية بترك القوات المسلحة على الفور". ودعا الرئيس مادوروي الفاتيكان إلى التدخل للمساعدة في حل الأزمة التي تشهدها بلادهي قائلا "أطلب من البابا مساعدتنا لمنع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من إرسال قوات لغزو فنزويلا". وفي السياق ذاتهي دعا وزير الخارجية الفنزويليي خروخي أريازاي حكومات دول الامريكيتيني إلى عقد اجتماع من أجل إجراء محادثات رفيعة المستوى بهدف "سماع الحقيقة حول فنزويلا"ي كما دعا الى الاجتماع الحكومات الاوروبيةي من أجل اقناعهم بشرعية القرارات الاخيرة للرئيس مادوروي والحصول على مساندتهم ضد تهديدات الرئيس الامريكي. وأعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكيةي الجمعة الماضيي عن فرض عقوبات مالية جديدة على فنزويلاي تتضمن بشكل خاص حظر شراء سندات الخزينة التي تصدرها الحكومة الفنزويلية أو شركة النفط الوطنيةي قائلة "لن نقف مكتوفي الأيدي أمام انهيار فنزويلا". ودعت فنزويلا إلى "إعادة العمل بالديمقراطية وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة وإطلاق سراح كل السجناء السياسيين ومن دون شروط وإنهاء القمع الذي يتعرض له الشعب الفنزويلي". وجاءت هذه العقوباتي كرد فعل للولايات المتحدة على تشكيل هيئة تشريعية عليا في فنزويلاي أطلق عليها اسم "الجمعية التأسيسية" تتمتع بسلطة إعادة كتابة الدستور. وكان أول إجراء تتخذه الجمعية الجديدةي هو إقالة المدعية العامة التي اتهمت مادورو بانتهاك حقوق الإنساني في خطوة رسخت مخاوف المعارضة من أن الجمعية ستتخلص من الأصوات المعارضة للحكومة. وتولت الجمعية التأسيسيةي السلطة التشريعية في البلاد بدلا من البرلمان المنتخبي وهو ما نددت به المعارضة في فنزويلاي خصوصا وأنها تمثل الاغلبية في البرلماني كما لقيت هذه الخطوة رفضا من الولاياتالمتحدة التي وصفتها ب"اللجنة السلطوية التي تعمل فوق إطار القانون". وشهدت فنزويلاي حوالي أربعة أشهر من الاضطراباتي على وقع احتجاجات عنيفة تطالب برحيل الرئيس نيكولاس مادوروي أسفرت عن مقتل أكثر من 120 شخصاي وسط أزمة اقتصادية غير مسبوقة. وتعرضت فنزويلا إلى انتقادات من عدة دولي اعتبرت القرارات السياسية الأخيرة "علامة على تحول فنزويلا إلى دكتاتورية"ي بينما يعتبرها الرئيس نيكولاس مادوروي "ضرورية لإحلال السلام في البلاد".