أمهل الحزب الحاكم في زيمبابوي الرئيس روبرت موغابي 24 ساعة للاستقالة من منصبه , أو مواجهة اجراءات عزله, في أعقاب رفض أطول الرؤساء حكما في إفريقيا, التخلي عن السلطة , وتحديه الواضح لارادة الشعب المطالبة برحليه. و قال الحزب الحاكم انه "سيعزل موغابي اذا لم يتنحى طوعا قبل الساعة الثانية عشر بالتوقيت المحلي اليوم الاثنين". وينوي الحزب الحاكم في وزيمبابوي الشروع في اتخاذ اجراء على مستوى البرلمان الذي سيجتمع يوم غدا الثلاثاء , لاقالة الرئيس موغابي من منصبه. و حسب المادة ال97 من الدستور الزيمبابوي ,فان هذا الاجراء ينبغي ان يصوت عليه ثلثي النواب المنتخبين للغرفتين لتمريره. --موغابي يتحدى ويقول انه باق و سيترأس مؤتمر الحزب القادم-- و عكس ما كان ينتظره المواطنون في زيمبابوي , جاء خطاب الرئيس موغابي مساء أمس الاحد, مخيبا , لمّا أكد أنه "باق في السلطة" و سيرأس المؤتمر المقبل لحزب /الاتحاد الوطني الإفريقي-الجبهة الوطنية/ الحاكم (زانو-أف بي), في شهر ديسمبر المقبل, بالرغم من ان الحزب قد اعلن امس عن عزله, و عيّن بدله نائب الرئيس السابق إيمرسون منانغاغوا رئيسا جديدا له, و رشحه للانتخابات الرئاسية القادمة لعام 2018 . وقال موغابي إنه سيرأس مؤتمر الحزب الشهر المقبل ل"حل المشكلات أولا وأخيرا", مضيفا "مؤتمر الحزب سيعقد بعد أسابيع قليلة وسأترأس فعالياته". و أوضح أنه يتفق مع الجنرالات في أن "الصراعات الداخلية في الحزب تضر بالاقتصاد الوطني", وتابع ان "من بين القضايا التي تم بحثتها (مع جنرالات الجيش),هي القضايا المتعلقة باقتصادنا الذي نعرف جميعا أنه يمر بمرحلة صعبة" , معترفا بمخاوف قادة الجيش من تأثير غياب الاتحاد ووحدة الهدف في الحزب والحكومة على الاقتصاد". وعزا الصراعات الداخلية في الحزب الحاكم إلى "الاختلافات بين الأجيال وبعضها البعض", مطالبا بضرورة تسويتها من خلال "وساطة اللاعبين القائمين الكبار الذين هم على استعداد لقبول القواعد الجديدة". و كان موغابي قد اجتمع أمس مع قائد الجيش الذي وضعه قيد الإقامة الجبرية, في جولة ثانية من المحادثات خلال أسبوع , لبحث مخرج للأزمة الراهنة التي تمر بها البلاد. --الدعوة الى التظاهر مجددا لارغام الرئيس على الرحيل-- تحت تأثير الصدمة التي أحدثها خطاب الرئيس موغابي, دعت جمعية "قدامي محاربي زيمبابوي" , على لسان رئيسها كريس موتسفانغوا, الى "رد فوري" لسكان العاصمة هراري الى التظاهر مجددا بعد غد الاربعاء , للمطالبة برحيل موغابي. و قال موتسفانغوا , ان الخطاب "كان بعيدا تماما عن الواقع . سندعم اي اجراء لاقالته, و ندعو الى التظاهر الاربعاء القادم", مؤكدا, أنه "ستتم مباشرة اجراءات عزل موغابي من الرئاسة". من جهته , اكد زعيم "قدامي المحاربين في زيمبابوي", أن "الخطط الرامية لعزل ماضية قدما وفقا لما هو مقرر لها". و كانت شوارع العاصمة هراري و مدينة "بوالاوايو" /جنوب غرب/ ثان أكبر المدن في زيمبابوي, قد شهدت اول امس السبت, مظاهرات حاشدة , وصفت ب"التاريخية", مطالبة باستقالة الرئيس روبرت موغابي, و تأييدا لإجراءات الجيش. واعتبرت هذه المظاهرات -التي ضمت جميع طوائف الشعب الزيمبابوي والتيارات السياسية في البلاد , من بينها معارضون, وشخصيات مقربة من الحزب الحاكم- "أحد أكبر" المظاهرات التي نظمت في البلاد منذ الاستقلال ووصول موغابي إلى سدة السلطة عام 1980. و يرى المتتبعون للمشهد السياسي في زيمبابوي, أن تدخل الجيش يشكل "منعطفا" في حكم موغابي الذي اتسم حسبهم ب"قمع أي معارضة سياسية" , وبأزمة اقتصادية حادة. و اندلعت الأزمة السياسية في هذا البلد على خلفية قيام موغابي بعزل نائبه ايمرسون منانغاغوا الذي ظل منذ فترة طويلة المرشح الأوفر حظا لتولي الرئاسة خلفا للرئيس, ويحظى بتأييد رابطة المحاربين القدماء المؤثرة في المشهد السياسي للبلاد. وبات اسمه مطروحا لتولي قيادة المرحلة الانتقالية في البلاد.