تم التأكيد يوم الأربعاء في الجزائر العاصمة خلال ورشة إقليمية حول التكنولوجيا الجديدة على ضرورة وضع إستراتيجية عربية لتطوير تكنولوجيات الإعلام و الاتصال. و اكد المشاركون في هذه الورشة التي ستدوم يومين التي بادرت إلى تنظيمها اتصالات الجزائر و وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات و الرقمنة بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات السلكية و اللاسلكية على ضرورة وضع إستراتيجية عربية تهدف إلى ترقية و تطوير التكنولوجيات الناشئة. في هذا الصدد، أشار المدير العام لاتصالات الجزائر عادل خمان في مداخلته خلال افتتاح الورشة إلى "أولويات و احتياجات المنطقة العربية في مجال تطوير تكنولوجيات الإعلام و الاتصال" داعيا إلى "وضع إستراتيجية تطوير واضحة و كذلك نقاشات تسمح لنا بتحديد توجه نشاطات التطوير التي ينتهجها الاتحاد الدولي للاتصالات السلكية واللاسلكية". و اوضح ان هذه الورشة تؤكد على "أهمية التحديات المستقبلية في زمن انترنت الأشياء و المعطيات الكبيرة و كذا الطريقة التي تمكن من مواجهة تلك التحديات و وضع اطر قانونية و اتخاذ إجراءات تسمح بمواجهة التطور السريع لقطاع تكنولوجيات الإعلام و الاتصال و العمل على إنشاء مدن و مجموعات ذكية في المنطقة العربية". كما ابرز السيد خمان أن تكنولوجيات الإعلام و الاتصال تشمل جميع المجالات على غرار التربية و الصحة و الاقتصاد، مضيفا أن هذا اللقاء يكتسي "أهمية كبيرة" لأن الأمر يتعلق أيضا بجلب الانتباه إلى "مشاكل و أولويات و احتياجات المنطقة العربية في مجال تطوير تكنولوجيات الإعلام و الاتصال". مم جانبه، أكد مدير المكتب الإقليمي العربي للاتحاد الدولي للاتصالات السلكية و اللاسلكية إبراهيم الحداد على "ضرورة إيجاد إستراتيجية إقليمية تسمح بخلق تناغم بين البلدان العربية من اجل ترقية و تطوير التكنولوجيات الجديدة في شتى المجالات". و تابع قوله ان التقدم التكنولوجي "قد غير بشكل عميق أساليب حياة و عادات المواطنين"، مشيرا إلى ان الهوة الرقمية "لازالت كبيرة في البلدان العربية". كما أضاف ان التكنولوجيات الجديدة للإعلام و الاتصال تعتبر "مقوما هاما للتنمية المستدامة و إقامة مجتمع إعلام ببعده الإنساني". و تم التأكيد خلال النقاشات على إسهام التكنولوجيات الناشئة في التنمية الاجتماعية و الاقتصادية للبلدان العربية، سيما الهاتف النقال من الجيل الخامس (ج 5). كما تم تقديم اقتراحات في هذا السياق، سيما حول ضرورة ترقية انترنت الاشياء من خلال تشجيع المؤسسات على الاستثمار في هذا المجال و السلطات العمومية على تثمين و تطوير المدن الذكية. و يأتي تنظيم الورشة الإقليمية حول التكنولوجيات تطبيقا للوائح ندوة المفوضين التي جرت في بوسان (جمهورية كوريا) في سنة 2014 و طبقا للقرارات التي تمت المصادقة عليها خلال الندوة العالمية لتطوير الاتصالات السلكية و اللاسلكية التي جرت في بيونس آيرس (الارجنتين) في سنة 2017.