يستفيد حوالي عشرين شابا من ولاية غرداية من دورة تكوينية في مهن ترميم و إعادة تأهيل المباني القديمة تحسبا لبعث أشغال ترميم و تهيئة المباني القديمة المهددة بالإنهيار بقصور ميزاب، حسبما علم اليوم الأربعاء من مديرية الثقافة. وتهدف هذه الدورة التكوينية التي تبادر بتنظيمها الجمعية الشبانية " الأمل" لبني يزقن بالتنسيق مع ديوان حماية وادي ميزاب وترقيته وكذا المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني "محمد الشريف مساعدية" لغرداية و تدوم أسبوعا كاملا إلى إعادة تأهيل المهن المعمارية لمنطقة وادي ميزاب و مواد البناء المحلية لاسيما الحجر و الجبس " تيمشمت" و كذا الخشب المصنوع من جذوع أشجار النخيل ، كما أكد ل"وأج" المكلف بالتراث بذات المديرية محمد علواني. وتعتمد هذه الدورة على المعارف و المهارات و كذا التقاليد المحلية القديمة فيما تعلق بالتراث المادي لوادي ميزاب و التي تعكس عظمة الماضي المعماري المجيد لهذه المنطقة ، مثلما أوضح المتحدث ، مشددا على ضرورة ترميم المبنى المهدد بالإنهيار للقصور من خلال إعادة بناء الأصل من أجل احترام أعمال أجدادنا المصنفة كتراث عالمي للإنسانية. و ذكر من جهته رئيس جمعية " الأمل" يوسف مقنين أن هذه الدورة التكوينية التي تندرج في إطار إتفاقية مبرمة بين ديوان حماية وادي ميزاب و ترقيته و مصالح التكوين المهني تهدف أيضا إلى غرس تقنيات ترميم و تأهيل المباني القديمة المصنفة لدى الشباب الحرفيين و ترقية تشغيل الشباب في مهن الترميم تحسبا لإطلاق مشاريع تأهيل و حفظ المعالم و البنايات الأخرى المنصفة كتراث عالمي . و يشرف على تأطير هذه العملية التي ستتوج بتسليم شهادات من طرف مصالح التكوين المهني و تمكن هؤلاء الشباب المتربصين من المشاركة في مختلف برامج تأهيل المواقع و المعالم التاريخية بالمنطقة فريق متخصص في المجال من بينهم مهندسين معماريين من ديوان حماية وادي ميزاب وترقيته وأساتذة جامعيين و مكونين من قطاع الثقافة و التكوين المهني ، كما أشار السيد مقنين. و ستشمل هذه الدورة التي ستختتم مطلع شهر مارس المقبل على دروس في الأعمال التطبيقية على مستوى قصر بني يزقن المصنف من طرف منظمة الأممالمتحدة للتربية و العلوم و الثقافة ( اليونسكو) كمعلم تاريخي يعود إلى القرن 15 مدعمة بدلائل بيداغوجية حول تقنيات ترميم و تأهيل البنايات القديمة منجزة من طرف ذات الديوان من أجل تمكين المتربصين من التكيف مع تقنيات الترميم و مواجهة التحديات و ترميم منزلين مهددين بالإنهيار. وتستلهم منطقة وادي ميزاب المكونة من خمس (5) قصور (مدن محصنة) مشيدة منذ القرن العاشر للميلاد مصنفة كتراث عالمي سنة 1982 عديد السياح بفضل طرازها المعماري التقليدي و أقواسها و ساحات الأسواق لكل قصر و التي تضاف للمساجد العريقة التي تزين الوادي. ويعرف هذا الموقع الذي يعد بمثابة "مدرسة معمارية حقيقية" شيدت من أجل حياة مشتركة محترمة للتركيبة الإجتماعية المحلية تدهورا يوما بعد يوم نتيجة تقلبات الزمن و قساوة المناخ ، بالإضافة إلى تدخلات الإنسان عليه مما أدى إلى المساس بماضي مرموق لوادي ميزاب مشكلا بذلك انشغالا كبيرا للسلطات الوطنية و الدولية بهدف إنقاذه و إعادة تأهيله. للإشارة، تم أيضا تصنيف وادي ميزاب من طرف السلطات العمومية "كقطاع محفوظ" من خلال إصدار بتاريخ 4 يونيو 2005 مرسوم تنفيذي رقم 05/209 التي يسمح بإعداد مخطط حمايته وفقا لقانون التراث 04/98 الصادر في 15/7/1998.