أكد سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بالجزائر، عبد القادر طالب عمر، أنه حان الوقت للاتحاد الافريقي أن يتخذ موقفا جادا لإجبار النظام المغربي على التجسيد الفعلي لمضمون الميثاق التأسيسي للاتحاد، والبنود التي تنص على احترام الحدود الموروثة غداة الاستقلال. وأوضح السفير الصحراوي، في مقابلة مع جريدة الشعب نشرته اليوم الأربعاء، أنه لابد من ممارسة ضغوط قوية على النظام المغربي كي يرضخ للشرعية الدولية ويجلس إلى طاولة المفاوضات، مؤكدا أنه "حان الوقت للاتحاد الافريقي أن يتخذ موقفا جادا لحمل النظام المغربي على التجسيد الفعلي لمضمون الميثاق التأسيسي للاتحاد، وخاصة البنود التي تنص على احترام الحدود الموروثة غداة الاستقلال، وتنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي ووحدة أراضي الدول الأعضاء في الاتحاد وحل النزاعات بالطرق السلمية". وأضاف السيد طالب عمر، أن النظام المغربي "يخادع، يناور ويكذب" لأنه وقع على الميثاق التأسيسي الذي يقتضي قبول هذه المبادئ والانتقال إلى تطبيقها ميدانيا، إلا أنه في الحقيقة "يقول بلسانه ما ليس في قلبه ويوقع بيديه ما ليس في نواياه"، ومن كانوا يشكون أن انضمامه للاتحاد "مناورة ومؤامرة لتحقيق أجندة معينة، معهم حق". وفي المقابل، أبرز السفير أن الاتحاد الافريقي متمسك بموقفه تجاه القضية الصحراوية، مشيدا بمواقفه خلال عدة مواعيد فرض فيها حضور الدولة الصحراوية ك"عضو كامل الحقوق" وبالتالي فإن النظام المغربي، كما لاحظ، "يمنى بالفشل تلو الآخر". وأدان السفير الصحراوي، في ذات المقابلة، انحياز فرنسا "المكشوف" للمغرب عبر محاولة تأويل للمنطقة العازلة والايهام بأن بئر لحلو وتيفاريتي ضمن المنطقة العازلة، وهذا يتناقض مع الاتفاقية رقم 01، وجعل روسيا، الصين وإثيوبيا تمتنع عن التصويت، ضمن مجلس الامن، لأنها رأت فيها محاولة لتغيير وضع المناطق المحررة. كما اعتبر الدبلوماسي الصحراوي، موقف الولاياتالمتحدة من النزاع "متميزا"، وأشار إلى أنها تحاول الحفاظ على نسبة من مصداقية الأممالمتحدة، وطالبت بتمكين المينورسو من آلية لمراقبة حقوق الإنسان، معربا عن أمله في أن تلعب واشنطن دورا في إيجاد الحل، كما دعا الحكومة الاسبانية الجديدة لتسجيل موقف مشرف لإسبانيا عبر معالجة خطئها التاريخي. وعن اتفاق الصيد الجديد بين الاتحاد الأوربي والمغرب المزمع صياغته، وإمكانية انتهاكه لقرار محكمة العدل الأوروبية، قال السيد طالب عمر، إن "فرنسا واسبانيا تدفعان بعض الدول الأوروبية للسير عكس القرار"، مشيدا بموقف نائب رئيس البرلمان الأوروبي، الذي قال إنه "لن يسمح بالموافقة على اتفاق يضم الأراضي الصحراوية". وأشاد السفير أيضا بموقف مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية، حيث ستكون هناك مظاهرات شعبية "كي تحترم أوروبا قوانينها وحتى لا يقع التآمر عليها".