عاشت الشوارع الرئيسية للجزائر العاصمة طيلة صبيحة يوم الخميس, على وقع الاحتفالات الرسمية بالذكرى 56 لعيدي الاستقلال و الشباب, حيث استقطب الاستعراض الشعبي والرسمي جمهورا غفيرا لمتابعة مختلف اللوحات المقدمة من قبل المؤسسات الوطنية وكذا الرياضية و الجمعيات الناشطة في مجال الثقافة و التراث قادمة من كل ولايات الوطن. و انطلقت الاحتفالات الرسمية بالذكرى المزدوجة, عند الساعة الثامنة و النصف من صباح اليوم لتمتد إلى غاية منتصف النهار, حيث اتخذ المشاركون مواقعهم في انتظار إشارة العبور عبر شارع حسيبة بن بوعلي الى غاية شارع زيغوت يوسف, حسبما لوحظ, و تعددت الأزياء و الألوان لمختلف الفرق الرياضية و الفلكلورية و كذا المؤسسات الوطنية المساهمة في التنمية الوطنية. و كانت الفرصة مواتية للعائلات الجزائرية للالتحاق بقلب العاصمة عن طريق خطوط المترو و الترامواي, لمتابعة هذا الاستعراض و الاستمتاع باللوحات الفنية و العسكرية المتقنة لفرق "المزاود" التابعة للحرس الجمهوري التي افتتحت الحفل الكبير بتقديم معزوفات وطنية شدت انتباه الحضور. و أبدى السيد عبد الجليل, و هو من سكان العاصمة, إعجابه بهذه الفرقة التي عزفت مقاطع وطنية مثل "جزائرنا", وقال أنه لما علم بمشاركتها "لأول مرة" في مثل التظاهرة جاء ليشاهدها, بينما فضلت شابة أخرى تدعى ميرة (26 سنة) التعبير عن فرحتها بترديد الأغاني الوطنية مع عناصر الحرس الجمهوري و محاولة أخذ صورة تذكارية بمقربتهم. و توالى مرور التشكيلات النظامية التابعة للأمن الوطني و الجمارك الجزائرية و الحماية المدنية ضمن مسار منظم زادته الفرق النحاسية التابعة لكل تشكيلة حماسا وسط الجماهير خاصة الشباب منهم, الذين عبروا عن فرحتهم لدى مرور عناصر الكشافة الاسلامية و أيضا مجموعة قدماء المجاهدين مسبوقين بصور المجموعة 22 التي فجرت ثورة نوفمبر 1954. و أضفت "حمامات دزاير", كما شوهد, جوا حماسيا زائدا بمشاركة زهاء 50 امرأة مرتدية اللباس التقليدي العاصمي المعروف ب "الحايك", و أكدت في السياق, السيدة نصيرة دواقي رئيس جمعية شباب آفاق و مواهب و المشرفة على هذه المجموعة, أن الغاية من المشاركة في هذا الاحتفال هو "إبراز دور المرأة في الثورة التحريرية و أهمية الحايك في الحركة الوطنية". و شد موكب السيارات القديمة انبتاه الحضور, و فضول المصورين الهواة الذين وجدوا في نزول تلك "الجواهر" إلى الشارع -- على حد تعبير أحدهم -- فرصة لالتقاط صور لمركبات تعود إلى الخمسينيات و الستينيات. كما تميز الحفل بحضور مشرف و فاعل لأعوان مؤسسة النظافة "نات. كوم" الذين شاركوا في الاستعراض عن طريق تنظيف المسار الرسمي للاحتفال خاصة عقب مرور ركب الخيالة و الفرسان, ما أثار إعجاب الجمهور و المسؤولين بالمنصة الشرفية. من جهته أكد طارق كراش مدير الشباب و الرياضة و الترفيه لولاية الجزائر ل/واج, أن استعراض اليوم تم تجسيده بإشراك زهاء 10 ألاف مشارك من مختلف الجمعيات و النوادي الرياضية و التنظيمات الشبانية قدموا من 48 ولاية "لتمثيل الجزائر في تعددها و تنوعها الثقافي و الإنمائي على أكثر من صعيد". وتم احياء الذكرى 56 لعيدي الاستقلال و الشباب هذه السنة تحت شعار "العهد و العزة و الكرامة في جزائر الاستقلال", وحضرها عدد من الوزراء و المجاهدين و ممثلي السلك الدبلوماسي بالجزائر و والي العاصمة عبد القادر زوخ .