يأتي تجدد الاشتباكات المسلحة في جنوب العاصمة الليبية طرابلس، ليشكل خرقا جديدا للهدنة المعلنة من قبل الأممالمتحدة مطلع الشهر الجاري وليقوض الجهود المبذولة من قبل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية والرامية إلى إعادة الأمن والاستقرار وبسط سيادة الدولة على كافة التراب الليبي. فبالرغم من الإجراءات الأمنية التي اتخذها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، وإعلانه عن تشكيل قوة مشتركة من قوات الجيش والشرطة لفض النزاع وبسط الأمن، وبالرغم من توعدات الأممالمتحدة بمتعاقبة كافة الأطراف التي تتسبب في خرق الهدنة المعلن عنها في الرابع سبتمبر الجاري، تجددت الاشتباكات بين القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني وعناصر اللواء السابع المنحدر من مدينة ترهونة (جنوب العاصمة طرابلس)، مخلفة المزيد من الضحايا، مما يرفع حصيلة القتلى منذ 26 أغسطس الماضي - تاريخ اندلاع الاشتباكات - إلى 111 قتيلا، وفقا للسلطات الصحية الليبية. وأمام صعوبة إعادة الاستقرار للمدينة، دعت حكومة الوفاق الوطني، الأممالمتحدة، إلى اتخاذ إجراءات عملية "أكثر حزما وفاعلية"، لحماية المدنيين ووضع حد للمعارك، وكذا وضع مجلس الأمن أمام حقيقة الأحداث الدامية في ليبيا لكي يتحمل مسؤوليته التاريخية بحماية أرواح وممتلكات المدنيين. كما تسببت أعمال العنف في انقطاع الكهرباء بشكل واسع في جنوب وغرب البلاد، وفقا لما أعلنت عنه الشركة العامة للكهرباء (حكومية)، في ليبيا. ووفقا للمصدر فقد تضررت دائرتا الهضبة الجنوب (1 - 2)، إثر الاشتباكات، ما أدى إلى خروج معظم محطات التوليد وانقطاع الكهرباء عن المنطقة الغربية والجنوبية". و أشار ذات المصدر إلى أنه جاري العمل على بناء الشبكة الكهربائية من جديد. وكانت العاصمة الليبية قد شهدت نهاية أغسطس الماضي وعلى مدار 10 أيام معارك بين قوات تابعة لحكومة الوفاق الوطني وعناصر اللواء السابع المنحدر من مدينة ترهونة (80 كلم جنوب العاصمة)، دفعت بالمجلس الرئاسي الليبي إلى إعلان حالة الطوارئ بطرابلس. ومن أجل وضع حد لأعمال العنف، وافق أطراف النزاع على إعلان البعثة الأممية اتفاق وقف إطلاق النار في الرابع من سبتمبر الجاري، غير أن الاشتباكات المسلحة قد تجددت منتصف الأسبوع الماضي، مخلفة المزيد من الضحايا في صفوف المدنييين. ويأتي خرق وقف إطلاق النار، عقب أسبوع على خرق مماثل تسبب في سقوط قذائف عشوائية أغلق بموجبها مطار معيتيقة الدولى بطرابلس، ودفع السلطات إلى إغلاقه وتحويل الرحلات نحو مطار مصراتة الدولي شرق العاصمة.