وقعت الغرفة الجزائرية للتجارة و الصناعة، يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة، على مذكرة تفاهم مع الغرفة الرومانية للتجارة و الصناعة و ذلك بمناسبة منتدى الاعمال الذي ضم متعاملين اقتصاديين من كلا البلدين. و قد وقع بالأحرف الاولى على الوثيقة كل من رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة و الصناعة، محمد العيد بن عمر و نظيره رئيس الغرفة الرومانية للتجارة و الصناعة، ميهاي دارابان. و صرح السيد بن عمر عقب حفل التوقيع ان هذه الوثيقة ستسمح بتطوير و الحفاظ على علاقات الشراكة بين رجال الاعمال الجزائريين و الرومانيين و تلقي مقترحاتهم و مطالبهم. و اكد في ذات السياق على ضرورة اقامة شراكة "رابح-رابح" تعود بالفائدة على الجانبين سيما من خلال الانتاج المشترك و الاستثمار المنتج. و اوضح امام رجال الاعمال الحاضرين في هذا اللقاء "انه يجب علينا المضي قدما معا نحو مرحلة اكثر عملية و اكثر مردودية للجانبين من اجل ترقية علاقاتنا الاقتصادية بشكل اكبر". كما ذكر بان مجلس الاعمال المختلط الجزائري الروماني الذي يضم غرفتي التجارة و الصناعة بإمكانه المساهمة في انشاء ديناميكية لتقارب رجال الاعمال و اغتنام فرص الاعمال المتاحة و كذا الامكانيات الكبيرة المتوفرة في مختلف المجالات مشيرا في هذا الخصوص الى قطاع المناجم و الطاقة و الفلاحة و الصناعات الغذائية و الطاقات المتجددة و كذا قطاع صناعة السيارات. و تابع قوله ان "الرومانيين يمتلكون خبرة كبيرة في قطاع السيارات سيما في فرع المناولة و نحن نعول على خبراتهم و مهاراتهم من اجل تطوير صناعتنا في مجال السيارات". و اعلن في هذا السياق ان الغرفتين تعتزمان تنظيم زيارة عمل من اجل الصناعيين الجزائريين النشطين في قطاع السيارات و قطع الغيار من اجل السماح لهم بالقيام بزيارات على مستوى المصانع الرومانية و ربط علاقات شراكة في هذا المجال. و اضاف يقول في هذا الخصوص ان الجزائر تعول على الخبرة الرومانية من اجل تطوير التكوين في مجال صناعة قطع الغيار بهدف تحقيق الانتاجية. و اشار رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة و الصناعة في هذا الصدد الى زيارة وزير الشؤون الخارجية الروماني الى الجزائر في شهر مارس 2018 و التي اكد خلالها على ضرورة القيام بمساع من اجل تجسيد مشاريع شراكة في مجال الصناعة و التكوين و التجارة. و في معرض تطرقه لحجم المبادلات التجارية بين البلدين فقد اكد رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة و الصناعة انها "دون القدرات و الامكانيات المتوفرة" موضحا ان على المتعاملين الاقتصاديين تطويرها بشكل اكبر. و اكد في هذا السياق على نوعية الانتاج الوطني سيما المنتجات الزراعية التي بلغت المعايير الدولية من حيث مقاييس النوعية و التنافسية. كما اكد "انها بلغت نوعية مشهودة سمحت لها بكسب حصص في الاسواق الدولية". اما رئيس الغرفة الرومانية للتجارة و الصناعة فقد دعا الى ترقية المبادلات التجارية بين البلدين معتبرا هو الاخر ان الحجم الحالي للمبادلات يعتبر ضعيفا نسبيا ب500 مليون دولار سنويا. و اضاف ان "مثل هذه اللقاءات تمثل فرصة لتطوير المبادلات بين الجانبين بما ان بلادي (رومانيا) تأمل في اعادة ربط علاقاتها الاقتصادية و التجارية مع شركائها التقليديين التي تعد الجزائر واحدة منهم". في هذا الصدد دعا السيد دارابان المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين الى الاستثمار في بلاده التي تنتمي الى الاتحاد الاوروبي و الاستفادة بالتالي من مزايا التصدير مباشرة نحو السوق الاوروبية. و علاوة على قطاعات الطاقة و النقل و صناعة السيارات و بناء السفن فان رئيس الغرفة الرومانية للتجارة و الصناعة قد تطرق الى القطاع الفلاحي الذي يدر على بلاده اكثر من 60 مليار دولار سنويا و الذي يمثل فرصة كبيرة للمستثمرين الجزائريين.