تضاربت الأنباء حول عدد قتلى فض اعتصام المحتجين أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم, للضغط على المجلس العسكري لتسريع عملية تسليم السلطة إلى مدنيين, وسط دعوات دولية للتهدئة والتحقيق في مقتل عدد المعتصمين. ويتجه الوضع في السودان الى المزيد من التأزم على ضوء التطورات الأخيرة التي شهدتها العاصمة السودانية , حيث أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية المقربة من المتظاهرين, أمس الاربعاء, أن عدد قتلى فض اعتصام المحتجين منذ الاثنين أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم قد بلغ 101 قتيل على الاقل وسقوط 326 جريحا . وأضافت اللجنة في بيان نشرته على حسابها على موقع "فيسبوك" انه "تم حصر 40 جثة انتشلت من نهر النيل بالأمس تم أخذها من طرف فصائل على متن سيارات صغيرة لوجهة غير معلومة". وفي المقابل, أعلنت الحكومة السودانية ان عددهم بحدود 46 قتيلا, حيث ذكرت وزارة الصحة اليوم الخميس أن "عدد قتلى الأحداث الأخيرة التي وقعت الإثنين الماضي بوسط الخرطوم لم يتجاوز 46, حسب ما أوردت وكالة السودان للأنباء (سونا). من جهتها , قالت السفارة الأمريكية في الخرطوم إن "هجمات قوات الأمن السودانية ضد المتظاهرين خاطئة ويجب أن تتوقف وأن المسؤولية تقع على المجلس العسكري", وحملت السفارة الأمريكية في تغريدة على حسابها ب"تويتر" المجلس العسكري المسؤولية عن "التصعيد الأخير" وقالت "المسؤولية تقع على عاتق المجلس العسكري". وفي غضون ذلك , حث الاتحاد الأوروبي على "التهدئة وضبط النفس", داعيا المجلس العسكري السوداني الى "نقل السلطة لحكم مدني على خلفية أحداث فض الاعتصام بالعاصمة الخرطوم". وقالت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية مايا كوتسيانشيتش في تصريح صحفي "أي قرار بتكثيف استخدام القوة لن يؤدي إلا إلى عرقلة العملية السياسية", مضيفة أن "الأولوية بالنسبة للاتحاد الأوروبي هي النقل السريع للسلطة إلى سلطة مدنية". وفي سياق متصل, حمّلت بريطانيا المجلس العسكري في السودان "مسؤولية" فض الاعتصام. وقال وزير خارجيتها جيرمي هنت في تغريدة "أدين هجوم قوات الأمن السودانية على المحتجين", معتبرا أن "هذه خطوة مشينة لن تقود إلا إلى الانقسام والعنف" وأضاف في تغريدة أخرى أن الاعتداء على المعتصمين "لن يساعد السودان في بناء المستقبل الذي ينشده الشعب". كما أدانت ألمانيا استخدام قوات الأمن السودانية "القوة المفرطة" ضد المعتصمين في العاصمة الخرطوم داعية إلى "وقف فوري للعنف", في حين حثّت قطر الأطراف السودانية على "تغليب صوت الحكمة" داعية إلى "الانخراط في حوار صادق", فيما طالبت مصر كافة الأطراف السودانية ب"ضبط النفس والعودة للمفاوضات".