تتواصل عملية تحديد الدراسات اللازمة لتحويل سجن سركاجي بالجزائر العاصمة الى متحف وطني عمومي، ينتظر ان يكون معلما و شاهدا على معاناة نزلاء هذا المعتقل ابان الاحتلال الفرنسي ، حسبما علم اليوم الاربعاء عن مدير البحث و اعادة الادماج لدى المديرية العامة لإدارة السجون. و اوضح السيد دربالة فيصل في تصريح ل/واج على هامش احياء الذكرى ال63 لاستشهاد البطل أحمد زهانة المدعو زبانة خلال الثورة التحريرية أحمد زبانة والمسمى كذلك الذبيح الصاعد، وهو أول شهيد يعدم بالمقصلة،بسجن سركاجي ، ان الدراسات متواصلة لتحويل هذا المعتقل الى متحف وطني عمومي مفتوح للجمهور العام من اجل التعريف بمعاناة نزلائه ابان الاحتلال الفرنسي و لحفظ الذاكرة الوطنية. و قال ان المرسوم التنفيذي الصادر سنة 2018 ، و القاضي بتحويل مقر سجن سركاجي الى متحف وطني ، مكن من وضع اولى الدراسات التي تتواصل حاليا لأجل اعادة تهيئة هذا الصرح الشاهد على معاناة ابناء الوطن ابان ثورة التحرير. تجدر الاشارة الى ان وزارة العدل كانت الوصية على ملف تحويل سجن سركاجي الى متحف وطني ، و قد تم اخلاء هذا السجن من نزلائه لهذا الغرض في نوفمبر 2014 . و يؤكد المؤرخون أن هذا السجن الذي يطل على "جون (خليج)" الجزائر العاصمة قد بناه المعمرون الفرنسيون سنة 1856 في مكان حصن تركي قديم يقع بأعالي قصبة الجزائر المشرفة على البحر و كان يسمى خلال الاستعمار ب"سجن برباروس" باسم القرصان العثماني "بابا عروج". استرجع اليوم اعضاء جمعية قدماء المحكوم عليهم بالإعدام بساحة سجن اعالي باب جديد ذكرى استشهاد زبانة و رفيق دربه عبد القادر فراج ، حيث اكد رئيس الجمعية مصطفى بودينة ان تضحيات هؤلاء كانت لغاية واحدة و وحيدة و هي استقلال الجزائر . و استرجع الحاضرون اللحظات الاخيرة قبل ان تزهق روح الشهيدين و "الشجاعة" التي اتسما بها قبل ان يرتكب في حقهما جرم الاعدام لأول مرة عن طريق المقصلة التي حصدت ارواح المئات، "تلتها وحشية التنكيل بأجسادهم الطاهرة من قبل أعوان الاستعمار". و قال المتحدث ان تجمع قدماء المحكوم عليهم بالإعدام هو بمثابة وقفة عرفان لتضحيات السلف و لاطلاع جيل اليوم على ما قدمه شهداء الوطن في سبيل الجزائر التي تبقى اليوم بحاجة لكل ابنائها من اجل الصمود و الوحدة و النهوض بالأمة الى اعلى المراتب ، مؤكدا ان معاناة المحكوم عليهم بالإعدام و الذين استفادوا من اجراءات العفو التي تبعت اتفاقيات ايفيان لم تقل عن معاناة من راحوا ضحية همجية المستعمر و هو ينزل مقصلته على رؤوس شهدائنا الابرار. و اوضح ان انتظار السجين لدوره في ظلمات الزنزانات لفترات وصلت 4 سنوات "لم تكن بالأمر الهين على هؤلاء الا ان ارادة الله و مشيئته و استقلال الجزائر ، اعطاهم فرصة اخرى للحياة و لرؤية جزائر اليوم تصنع بفضل شبابها تاريخها الحديث دون اي تنازل عن قيم ثورة نوفمبر المجيدة" .