انطلقت يوم الاثنين بالجزائر العاصمة فعاليات الندوة الوطنية حول رهانات منطقة التبادل التجاري الحر في القارة الافريقية و الاستراتيجية الوطنية المكيفة بحضور العديد من الوزراء الجزائريين و الأفارقة و ممثلين عن مؤسسات افريقية و كذا خبراء و جامعيين و فاعلين اقتصاديين وطنيين و أجانب. و يتمحور هذا الحدث الذي يرأسه وزير التجارة, سعيد جلاب حول آفاق و تطلعات الدول الافريقية حيال التصديق على الاتفاق التجاري الشامل الذي يتم من خلاله تبادل السلع و الخدمات و الاستثمار و حقوق الملكية الفكرية و سياسة المنافسة دون قيود بين الدول الأعضاء في الاتحاد الافريقي من أجل تعزيز التجارة البينية في إطار تكريس منطق المنفعة المتبادلة. في مداخلته لدى افتتاح الندوة, أوضح السيد جلاب أن "هذا اللقاء سيسمح بالتعريف أكثر بالأهداف الطموحة المتوخاة من منطقة التبادل الحر و المتمثلة في ترقية تطوير القدرات الاقتصادية الافريقية و المساهمة في تكثيف التجارة الافريقية البينية و تطوير اقتصاداتنا و السعي لرفاه شعوبنا". و سيتم في إطار هذه الندوة تنظيم عدة موائد مستديرة ستفضي إلى توصيات من شأنها أن ترسي خارطة طريق تحسبا لإعداد استراتيجية وطنية حول منطقة التبادل الحر الافريقية. تمثل منطقة التبادل التجاري الحر الافريقية فضاء يسمح بحرية تنقل السلع و الخدمات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الافريقي. وكانت 44 دولة افريقية قد وقعت على الاتفاق المتضمن انشاء منطقة التبادل الحر في القارة الافريقية عند اطلاقها في مارس 2018 بكيغالي (رواندا). و دخل الاتفاق حيز التطبيق في 30 مايو 2019. و يمثل هذا الفضاء سوقا ينشط فيه 2ر1 مليار شخص مع ناتج داخلي خام يقدر ب5ر2 مليار دولار و امكانيات تجارية تقدر بأكثر من 3000 مليار دولار. و يُنتظر أن تكون منطقة التبادل التجاري الحر في القارة الافريقية عملية فعليا ابتداء من يوليو 2020.