تشكل قمة روسيا - افريقيا و منتدى أعمالها التي ستنطلق أشغالها يوم الأربعاء بمدينة سوتشي (روسيا) و التي سيشارك فيها رئيس الدولة, عبد القادر بن صالح فرصة لتعزيز العلاقات السياسية و الاقتصادية بين روسيا و الدول الافريقية. وحسب المنظمين سيشارك في قمة روسيا-افريقيا و منتدى أعمالها التي تنظمها روسيا ما لا يقل عن 47 رئيس دولة و حكومة افريقية الذين أكدوا على مشاركتهم من أصل 54 مدعوا. و يقود رئيس الدولة وفدا هاما ضم وزير الشؤون الخارجية, صبري بوقدوم و وزير المالية, محمد لوكال و وزير الطاقة, محمد عرقاب. و ستجري أشغال القمة و منتدى اعمالها بمركز الاعلام الواقع بالحظيرة الأولمبية لمدينة سوتشي يرأسها مناصفة رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين و رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي, البلد الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الافريقي. و تسعى روسيا بتنظيمها لأول قمة إلى تعزيز علاقاتها السياسية و الاقتصادية مع الدول الافريقية و إلى إقامة شراكات استراتيجية مربحة للطرفين. و في رسالة ترحيبية وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمشاركين اعتبر ان حدثا بهذه الضخامة "لم يسبق له مثيل" في التاريخ "الحافل" للعلاقات الروسية الافريقية. و تابع قائلا , سيمكن هذا الحدث لممثلي التنظيمات و الادارة و وسط الأعمال و الخبراء من القيام بدراسة "مفصلة" للوضع الراهن و آفاق التعاون الروسي الافريقي و مختلف المشاكل المستعجلة للاقتصاد العالمي. و ذكر في ذات السياق بمسارات الاندماج المربحة للطرفين التي وضعت في اطار الاتحاد الافريقي و هيئات اقليمية و محلية اخرى للقارة الافريقية, مشيرا إلى أن الدول الافريقية تسير على طريق التنمية الاجتماعية و الاقتصادية و العلمية و التكنولوجية و تلعب "دورا هاما" في مناخ الأعمال العالمي. == تعاون اوسع في مختلف الميادين== من جهته, ابرز رئيس الاتحاد الافريقي, عبد الفتاح السيسي في كلمة ترحيب للمشاركين في أشغال قمة روسيا-افريقيا و منتدى روسيا-افريقيا أن هذا الحدث "يجسد علاقات الصداقة التاريخية بين القارة الافريقية و روسيا الفدرالية". و اعتبر أن هذه القمة "الفريدة من نوعها" يكتسي "أهمية خاصة" خلال هذه الفترة التي تشهد تحولات على الصعيد العالمي و الدولي. و اضاف يقول أن هذا اللقاء التي جاءت "استجابة لتطلعات الشعب الافريقي" تهدف اساسا لاعداد اطار مندمج للمضي قدما بالعلاقات الروسية الافريقية نحو تعاون "اوسع في مختلف الميادين". و اعتبر الرئيس المصري في هذا السياق أن البلدان الافريقية و روسيا تتقاسم "رؤية مشابهة" للعمل الدولي, عمل مؤسس على احترام القانون الدولي و المساواة و عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول و التسوية السلمية للخلافات و الالتزام بالتدابير متعددة الاطراف لمواجهة التحديات الدولية الجديدة. و على الصعيد الاقتصادي, اعرب الرئيس المصري عن قناعته بأهمية ترقية المبادلات التجارية و الاستثمارات البينية بهدف تفادي أي تباطء للنمو الاقتصادي، مذكرا أن بلدان افريقيا تحوز على مؤهلات "معتبرة" و قدرات تمكنها من الالتحاق بمصاف القوى الاقتصادية النامية. كما ابرز السيد السيسي أن البلدان الافريقية قدد حققت "تقدما معتبرا" امام التحديات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية خلال السنوات الاخيرة, مشيرا إلى تسارع النمو الاقتصادي في افريقيا خلال العشرية الأخيرة. و أكد يقول أن التوقيع على اتفاقية منطقة التبادل الحر الافريقية, و هي احدى الاهداف الرئيسية للأجندة 2063, و كذا اطلاق مرحلتها العملياتية خلال القمة الاستثنائية لمفوضية الاتحاد الافريقي بالنيجر شهر يوليو 2019, هي ثمرة موصلة جهود البلدان الافريقية لمواجهة تطلعات شعوبها في الازدهار. و أولت السلطات الروسية أهمية كبرى لهذا الحدث حيث زودت مدينة سوتشي بوسائل انسانية و مادية معتبرة لأجل تعزيز الأمن بها و السهر على السير الحسن للقمة الروسية- الافريقية. و قد تم وضع مخطط أمني خاص, يتسم بحضور قوي للشرطة و المركبات المدرعة, سيما في وسط مدينة سوتشي, حيث تعرف الشوارع الرئيسية و الثانوية لهذا المنتجع السياحي حركة حثيثة جراء حلول الوفود الافريقية أمس البارحة. و أضحت سوتشي الواقعة على شاطئ البحر, قبلة مفضلة للسياح الروس و الأجانب, سيما خلال موسم الاصطياف اثر تحولها الذي حصل بفضل بناء عديد المنشآت الكفيلة باستضافة الأحداث الكبيرة. و تحصي مدينة سوتشي التي استضافت جزءا من فعاليات كأس العالم 2018 المنظمة بروسيا, سلسلة من الفنادق الحديثة, علاوة على مراكز المؤتمرات الحديثة التدشين.