أكد مشاركون في ملتقى وطني حول "شهادات ومذكرات الفاعلين السياسيين والعسكريين" على الأهمية والقيمة العلمية التي تكتسيها الشهادات والمذكرات في كتابة تاريخ الثورة التحريرية. ودعا المتدخلون في هذا اللقاء المنظم بمناسبة الذكرى ال65 لإندلاع ثورة أول نوفمبر من قبل كلية العلوم الإنسانية والعلوم الإسلامية بجامعة وهران 1 "أحمد بن بلة"، الباحثين والهيئات المعنية إلى مواصلة جمع الشهادات وتوثيقها لتكون مصادرا في البحث في تاريخ الثورة. وفي هذا الاطار، أوضح مهديد إبراهيم، من قسم التاريخ وعلم الاثار بجامعة وهران "أن دراسة وتحليل رصيد الشهادات والمذكرات هي أم الكتابات التاريخية، لاسيما في ظل صعوبة الحصول على الوثائق الارشيفية الموجودة ما وراء البحار". وأكد هذا الباحث الذي يشرف أيضا على مخبر الدراسات المغاربية بذات الكلية على دور الروايات الشفوية في استكمال الكتابات والمعرفة التاريخية للثورة التحريرية، داعيا الى بذل المزيد من الجهد لجمع الشهادات واستغلالها. ومن جهتها، ابرزت درعي فاطمة، من جامعة معسكر، "ان الشهادات تبقى من المصادر التاريخية التي لا غنى عنها وهي مصدر مكمل مهم وضروري لملء الفراغات في التاريخ المكتوب". وأكدت على "عبقرية" الباحث في التعامل مع هذه الشهادات وتمحيصها ومقارنة الشهادات مع شهادات أخرى تناولت نفس الحدث. وتطرق اسماعيل توتة من جامعة خميس مليانة الى "حدود" الرواية الشفوية في كتابة تاريخ الثورة التحريرية، لافتا إلى "أن بعض الروايات لا تتجرد من النزعة الثقافية او الإيديولوجية او السياسية والتي لا تخدم الشهادات". وأكد في هذا الخصوص على ضرورة ان يكون الباحث مطلعا على الحادثة التاريخية قبل تسجيل الشهادة الحية بشأنها. وجرت اشغال هذا الملتقي الذي دام يوما واحدا على مستوى أربع ورشات تناولت محاور " انواع الشهادات والمذكرات " و" الشهادات المطبوعة للفاعلين السياسيين وقيمتها للكتابة التاريخية لمعالجة موضوع الثورة التحريرية" و" مؤلفات القادة العسكريين وأهميتها للكتابة التاريخية للثورة" و"المقابلات الشخصية للمجاهدين ومنهج استغلالها". وبرمج لهذا اللقاء الذي حضره باحثون من ازيد من 20 جامعة عبر الوطن اكثر من 80 مداخلة تناولت مذكرات وشهادات للفاعلين السياسيين والعسكريين للثورة التحريرية .