أصدرت مؤخرا القاصة نسيمة بن عبد الله مجموعتين قصصيتين باللغة العربية تحت عنوان "أحيا" و"في الجيد لهب" عن دار "خيال" الجزائرية للنشر والترجمة. وتضم المجموعة الأولى "في الجيد لهب" حوالي السبعين قصة قصيرة جدا موزعة على ثمانين صفحة وبعضها لا يتجاوز السطرين تتطرق من خلالها بن عبد الله لعدة مواضيع إنسانية بينها النضال من أجل الحرية واستغلال الدين والحب الخداع وغيرها من المواضيع. وجاءت بعض القصص أقرب إلى الشعر منها إلى السرد القصصي على غرار "النصف الثاني" التي احتفت بالمقاومة الفلسطينية وكذا "التقي" و"شاعر مؤمن" اللتان نددتا بالنفاق والمنافقين. ويضم العمل الثاني "أحيا" بين دفتيه 12 قصة قصيرة موزعة على حوالي خمس وتسعين صفحة تتناول مواضيع متنوعة تلتقي في جوهرها بين الحب ووجع المرأة وهمومها وأنين الفراق ومصائب الحياة وحتى جرائم الاحتلال الفرنسي. ففي قصة "أوراق الشتاء" تعود القاصة الى ما تصفه بخيبة الأمل التي أصابت الكثير من الجزائريين بعد الاستقلال عام 1962 بعد أن ضحوا بأنفسهم وبذلوا الغالي والنفيس في سبيل استقلال البلاد. وأما في "نقطة بحر" فتعود إلى ظاهرة الهجرة السرية التي يتخبط فيها شباب اليوم نتيجة البطالة ومصاعب الحياة وما ينتج عنها من ضغوطات اجتماعية ونفسية. وتعتبر هذان المجموعتان ثالث ورابع مجموعتين للقاصة بن عبد الله. وتتميز كتابات نسيمة بن عبد الله بجماليات اللغة وسلاسة السرد غير أن بعض قصصها تغوص أيضا في الرمزية والدلالات ما يجعل فهمها صعبا ويفتح للقارئ مجالا للتأويل. وجاءت المجموعتين في كتابين من القطع المتوسط غير أن صفحتيهما الخارجيتين جاءتا بشكل جمالي بسيط لا يعكس جمال الإبداع اللذين تحويانه. نسيمة بن عبد الله قاصة وأستاذة لغة عربية من مواليد ميلة شرق الجزائر في حوزتها عدة مجموعتين في القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا هما "كلمات تحت الشمس" (1999) و"حب في الكف" (2004). كما نشرت أعمالها في عدة جرائد ومواقع إلكترونية ثقافية.