أكد باحثون جزائريون في الآثار يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة أن عدم تحيين بطاقات الجرد هو أبرز العراقيل التي تواجهها عملية جرد التراث الثقافي المادي واللامادي بالجزائر. وشدد باحثون من عدة ولايات -في افتتاح فعاليات يومين دراسيين حول جرد التراث الثقافي في الجزائر بالمتحف العمومي الوطني البحري- على ضرورة "تحيين" تقنيات الجرد من أجل الحفاظ على الآثار الجزائرية سواء المكتشفة منها (المتواجدة بالمتاحف أو المواقع الأثرية) أو غير المكتشفة في باطن الأرض وأعماق البحر. وقالت رئيسة قسم الحفظ والجرد والترميم بالمتحف مديون صورية أن من أبرز مشاكل الجرد تتمثل في "عدم وجود صيغة نهائية" لبطاقة الجرد التقني حيث أن البطاقة الحالية قد "تجاوزها الزمن كونها غير متخصصة ولا تناسب جميع أنواع الآثار" كما قالت. وأضافت من جهة أخرى أن من أسباب ضعف عمليات الجرد أيضا "نقص التكوين" الخاص بسلك ملحقي الحفظ المكلفين بتدوين المعلومات حول هذا التراث بالإضافة إلى "الاختلاف في تحديد المصطلحات" الأثرية. وعادت من جهتها مديرة المتحف آمال مقراني بوكاري إلى مؤسستها معتبرة أنها "لاتزال إلى اليوم بصدد تشكيل مجموعتها المتحفية الأولية بالنظر لوجود عراقيل تتعلق بتعريف رقم الجرد ووضع بطاقات تقنية مفصلة". تأسس هذا المتحف -التابع لوزارة الثقافة- في 2007 بقبو خير الدين برباروس (أميرالية الجزائر) الذي يعود للعهد العثماني وفي حوزته حاليا "296" قطعة أثرية تعود في أغلبها للعهد العثماني وفقا لمسؤولة بالمتحف. ويعتبر هذا المتحف الوحيد بالجزائر الخاص بتاريخ البحرية الجزائرية حيث يعمل على استرجاع واقتناء القطع والمجموعات في مجال التراث الثقافي البحري وترميمها وحفظها. وتحوز الجزائر الكثير من الآثار المغمورة على طول سواحلها المتوسطية غير أنها في مجملها غير مثمنة وفقا للخبراء. وعرف اليوم الأول من هذا الملتقى مشاركة باحثين في مجال الآثار من مختلف الولايات الذين أكدوا جميعهم على ضرورة تطوير بطاقات الجرد وأهمية هذا الأخير في حفظ التراث.