أكدت وزيرة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات والرقمنة، ايمان هدى فرعون، اليوم السبت في حوار مع وأج، أن المتعامل العمومي بريد الجزائر حقق نتيجة ربح ب 15 مليار دج، مما سيسمح له بمواكبة العصرنة و تمويل مشاريعه الاستثمارية في مجال الرقمنة. وأوضحت الوزيرة أنه "بعد عجز فاق 5 مليار دج نهاية 2014، حقق بريد الجزائر ربحا بقيمة 15 مليار دج خلال السنة، مما سيسمح له بتمويل مشاريعه الاستثمارية لاسيما في مجال الرقمنة"، واصفة "بالإيجابية" الحصيلة المالية للمؤسسة. واعتبرت أن بريد الجزائر "في حالة توازن مالي" و هي وضعية تسمح له بمواكبة العصرنة لاسيما في التجارة الالكترونية و الدفع الالكتروني و المشاريع الاقتصادية المستقبلية المرتبطة بالرقمنة. وأضافت قائلة أن "سر هذه النتائج الإيجابية يكمن في استعمال الرقمنة و من خلال إدراج الرقمنة في تسييره الداخلي وتغيير نظامه المعلوماتي بنظام جديد جد مؤمن و فعال، تمكن بريد الجزائر من استعمال كامل لوسائل الرقمنة". وحسب الوزيرة، سمح لهذه المؤسسة تحديث نظام بريد الجزائر بتدعيم أرصدة المواطنين و تقديم خدمة أقل تكلفة لهم، مما قلل نفقاته و رفع أرباحه" مشيرة إلى أن بريد الجزائر استطاع "تحسين" ماليته بفضل إطلاق عدة خدمات إلكترونية سيما تحويل الأموال و تعبئة رصيد الهاتف. وأفادت الوزيرة أن هذا المتعامل العمومي الذي سجل 22 مليون حساب بريدي جاري، قد حقق "أكثر من 900 مليار دج من أرصدة الدائنين". وأضافت قائلة "خلال الاثني عشر شهرا الماضية، سحب زبائن بريد الجزائر أزيد من 4.500 مليار دج، بما فيها أزيد من 700 مليار على مستوى الشبابيك البنكية الآلية المنتشرة عبر التراب الوطني". === اطلاق خدمات الكترونية جديدة عما قريب === وأشارت السيدة فرعون أنه وبفضل هذه النتائج، تمكن بريد الجزائر من الاستثمار في مشاريع رقمية ليطلق عما قريب عديد الخدمات لفائدة زبائنه ولاسيما أصحاب البطاقة الذهبية. وأكدت أن ثلاثة من هذه الخدمات سيتم اطلاقها قبل نهاية السنة الجارية، وهي خدمة "سبقلي" (تسبيق في المدخول) تسمح لحاملي البطاقة الذهبية، ممن لهم تحويل نقدي منتظم زمنيا، بطلب تسبيق في الأجر لدى المكتب البريدي. أما الخدمة الثانية "في دارك" فتسمح لموظفي بريد الجزائر بضمان خدمات من المنزل لفائدة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والمتقاعدين الطاعنين في السن، كسحب المال من المنزل من خلال وسائل الدفع الالكتروني "TPE"، وهي الخدمة التي ستوسع، في مرحلتها الثانية، إلى الأشخاص الطبيعيين والمعنويين من أجل ادخال موارد اضافية للمؤسسة. كما سيطلق بريد الجزائر عما قريب خدمة "أمانتك" التي تتمثل في توصيل وتسليم السلع في إطار سياسة بريد الجزائر المتعلقة بالتجارة الالكترونية. وستطلق خدمات أخرى، هي حاليا في مرحلة التجريب، خلال سنة 2020. ويتعلق الأمر بخدمة الدفع من خلال رمز الاستجابة السريعة (QR Code) لأجل اقتناء مشتريات من أي محل تجاري باستخدام تطبيق محمول يوفره بريد الجزائر في هذا الصدد. وأوضحت الوزيرة أنه "يكفي أن يمتلك الزبون هاتفا ذكيا، ليربط بطاقته الذهبية بتطبيق الدفع عبر رمز الاستجابة السريعة ويتمكن من استخدامه. ويجب على التاجر أن يظهر بشكل بارز رمز الاستجابة السريعة الخاص بالمحل التجاري من أجل السماح للزبون بمسحه ضوئيا بواسطة هاتفه النقال المزود بتطبيق بريد الجزائر. وبالتالي، يتم الدفع الكترونيا". كما تجري محادثات حاليا مع شركات التأمين كالشركة الجزائرية للتأمين واعادة التأمين "كار" والشركة الوطنية للتأمين والشركة الجزائرية للتأمينات "كات" بهدف اطلاق خدمات تسمح لزبائن هذه الشركات، من حاملي البطاقة الذهبية، بالتأمين على مستوى مكاتب البريد. ويتعلق الأمر، حسب الوزيرة، بإدماج الوثائق البيومترية سنة 2020 (بطاقة التعريف الوطنية، رخصة السياقة وجواز السفر) و"قارئ البطاقة دون اتصال" في النظام المعلوماتي الخاص ببريد الجزائر، مضيفة أنه من المتوقع استغلال البيانات البيومترية، على مستوى مكاتب البريد، باستخدام رقم التعريف الوطني، من أجل القيام بالعمليات المالية. ==الادخار البريدي يجب أن يسبق إنشاء بنك بريدي== وعن سؤال حول التأخر المُسجل في اطلاق مشروع انشاء بنك بريدي في الجزائر، قالت الوزيرة ان مؤسسة بريد الجزائر التي تضم 22 مليون حساب بريدي جاري ناشط "تطمح الى إطلاق في مرحلة اولى، منتوج جديد و هو الادخار البريدي، لتضع في مرحلة ثانية بنكا بريديا". وأوضحت السيدة فرعون انه "لا طالما تم اقتراح انشاء بنك بريدي لاستعمال أرصدة الحسابات البريدية الجارية في تمويل الاقتصاد". و اضافت ان هناك شروطا مسبقة لانشاء هذا البنك، منها توفر حقيبة محددة بدقة، و تكوين العمال و كذا تأهيل شبكة بريدية وفقا للمعايير العالمية". وأوضحت أن مؤسسة بريد الجزائر التي تعتبر مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي و تجاري، عليها ان تغير حتما وضعها لكي تصبح بنكا. و من أجل هذا يجب ان تتحول الى مؤسسة عمومية اقتصادية. واسترسلت الوزير قائلة "و لكن يمكن لمؤسسة بريد الجزائر بصفتها مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي و تجاري ان تطور الادخار البريدي لصالح اصحاب الحسابات البريدية الجارية. وستكون فرصة ايضا لعمال بريد الجزائر للحصول على تكوين في المجال البنكي". وتجدر الاشارة الى ان مؤسسة بريد الجزائر تتوفر على شبكة بريدية كبيرة تضم حوالي 4000 وكالة موزعة عبر كامل التراب الوطني. وعلى صعيد آخر، اكدت السيدة فرعون ان مؤسسة بريد الجزائر، بفضل جهودها في مجال تطوير منشئاتها القاعدية و تحسين خدماتها اصبحت مرجعا في المنطقة حيث تمثل "نسبة 4ر34 بالمائة من الشبكة البريدية الافريقية و 2ر29 بالمائة من الشبكة العربية". وأخيرا اشارت الوزيرة إلى أن عمال بريد الجزائر (أزيد من 27.500 عامل) استفادوا في شهر اوت المنصرم من زيادة في الاجور بنسبة 14 بالمائة كما استفاد ازيد من 6800 عامل من ترقية عمودية.