اعتبر الوزير الأول نور الدين بدوي اليوم الاثنين بالجزائر أن الاقتصاد الأخضر يعد من أهم مجالات الاستثمار في البلاد و الذي بدأ يستقطب اهتمام العديد من المستثمرين داعيا الى مرافقة الشباب لتحقيق مشاريعهم ميدانيا . وأوضح السيد بدوي في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير التكون و التعليم المهنيين دادة موسى بلخير خلال افتتاح اللقاء الوطني الأول لحاملي المشاريع الخضراء أن الشباب المستثمر أصبح يهتم أكثر فأكثر بنشاطات تدوير و تثمين النفايات بمختلف أنواعها و الاستثمار في قطاع الطاقات المتجددة الصديقة للبيئة، مضيفا ان هذه المساعي سيكون لها تداعيات ايجابية على الوسط المعيشي للمواطن من خلال حماية البيئة و الحفاظ على الصحة العمومية فضلا عن مردودها الاقتصادي. و أضاف ان الاستثمار في مجالات الاقتصاد الأخضر من شأنه "ترشيد استعمال الطاقة من خلال توسيع استخدام الطاقات النظيفة و تعزيز النشاطات التي تسهم في تحقيق التنوع الاقتصادي و خلق مناصب الشغل". و تابع الوزير الأول يقول "إننا مطالبون كسلطات عمومية بتذليل جميع العراقيل و الصعاب أمام المستثمرين الشباب وفتح المجال الاقتصادي لهم و تبني أفكارهم العلمية و تحقيق مشاريعهم على أرض الواقع في ظل التسارع التكنولوجي الحاصل و مواكبته في جميع القطاعات". و أكد في سياق متصل أن الحكومة وضعت "تسهيلات و تدابير" دعما لفئة الشباب حاملي لمشاريع مبتكرة تشجيعا لهم لتجسيد أفكارهم و مشاريعهم بالإضافة إلى تعزيز سياسة الدولة في مجال حماية البيئة و تطوير الطاقات المتجددة و تعميم استعمالها على أوسع نطاق. و من بين هذه التدابير -يذكر الوزير الأول- إنشاء صندوق جديد خاص بدعم المؤسسات الناشئة مع إقرار جملة من التحفيزات و الاعفاءات الجبائية و شبه الجبائية و كذا إسداء تعليمات لجميع القطاعات قصد تدعيم هذه المؤسسات الشبانية الناشئة و إشراكها في تجسيد البرامج التنموية وعيا بالمساهمة الكبيرة لهذه الفئة في إضفاء الحركية المطلوبة على الاقتصاد الوطني و المساهمة في تنويعه و خلق الثروة و مناصب الشغل. وأضاف أن اهتمام الحكومة لم يقتصر بهذه الفئة فحسب بل تعداه إلى تصحيح اختلالات طال أمدها لاسيما من خلال إجراءات إدماج فئة الشباب المعنيين بعقود ما قبل التشغيل التي تمت المباشرة بها بالإضافة إلى تقديم المساعدات التقنية و المالية للمشاريع الشبانية و مرافقتهم ميدانيا و تخفيف الأعباء عن المستثمرين الشباب و إبراز ابتكاراتهم العلمية. و استطرد يقول أن الجزائر شهدت في مجال حماية البيئة هذه السنة نقلة نوعية ميزها تبني البلاد للمخطط الوطني للمناخ الذي يحدد معالم الاستراتيجية الوطنية في مجال التأقلم مع التغيرات المناخية و التخفيف من آثارها و مجابهاتها وفقا للمعايير الدولية و الاتفاقيات التي صادقت عليها الجزائر في هذا المجال و التزاماتها في مجال الاسهام في الجهد العالمي للتقليل من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. و ذكر أن هذا المخطط يتضمن أكثر من 155 عملية تعتبر بمثابة تحدي وطني ترفعه البلاد ،و التي تعد كذلك بمثابة فرص استثمارية لفائدة الشباب الحامل للأفكار والمشاريع و استغلالها و بالتالي الاندماج كلية في هذا المسعى خدمة للوطن و للبشرية. كما أشار إلى إنشاء المحافظة الوكالة الوطنية للطاقات المتجددة التي تم تنصيبها مؤخرا والتي ستعمل على تعزيز الاستراتيجية الوطنية في مجال الطاقات المتجددة و إعطاء الحركية المطلوبة لتجسيدها لاسيما و أن الحكومة تعتبر هذا الملف من بين الأولويات الأساسية . في هذا الصدد أكد السيد بدوي أن نجاح هذه الاستراتيجية مرهون بالدرجة الأولى بمشاركة الكفاءات الجزائرية بالداخل و الخارج من خلال الاسهام بخبراتهم و تجاربهم. و بخصوص هذا اللقاء، نوه السيد بدوي في كلمته ، بأهمية مثل هذه المنتديات لاسيما أنها تجمع في آن واحد بين محورين رئيسيين توليهما الحكومة اهتماما خاصا و تعتبرهما من اهم ركائز تطوير و تنويع الاقتصاد الوطني المتمثلان في "الشباب كقاطرة أمامية للتنمية يحمل المشاريع و الافكار المبتكرة " و كذا "الاقتصاد الدائري و الطاقات المتجددة" الذي تراهن عليه السلطات العمومية لتحقيق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.