عرف الجيش الوطني الشعبي عصرنة عميقة من خلال التزود بتجهيزات حديثة وعصرية بقيادة المرحوم الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الذي وافته المنية أمس الاثنين عن عمر ناهز 80 سنة. وقد جعل الفقيد من عصرنة الجيش واحترافيته أولوية منذ تقلده وظائفه السامية بعد تدرجه في الرتب في الجيش الوطني الشعبي الذي يظل مؤسسة جمهورية في خدمة البلد. فخلال زيارات العمل والتفتيش العديدة التي أداها إلى مختلف النواحي العسكرية لم يفوت الفريق قايد صالح الفرصة في خطاباته التوجيهية للتأكيد على إلزامية عصرنة واحترافية الجيش الوطني الشعبي وهذا حرصا على أداء المهام السيادية التي يخولها له الدستور. وكانت آخر إشادة وجهت للجيش الوطني الشعبي قد صدرت من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الذي أكد خلال تدشينه للطبعة 28 لمعرض الانتاج الجزائري أن "قطاع الصناعات العسكرية في الجزائر يجب أن يشكل قدوة للمتعاملين الصناعيين في مجال الاندماج" داعيا الى "الاستلهام بوطنية و التزام و جدية القطاع العسكري في مسار التقويم الصناعي". وأضاف في هذا الصدد بأن "الصناعة العسكرية تمثل قاطرة للصناعة الوطنية اجمالا" معتبرا أن "الصناعة الميكانيكية الوحيدة الموجودة في هذ الوطن هي الصناعة العسكرية". كما جاء في ديباجة الدستور أن "الدولة تسهر على احترافية الجيش الوطني الشعبي و على عصرنته بالصورة التي تجعله يمتلك القدرات المطلوبة للحفاظ على الاستقلال الوطني والدفاع عن السيادة الوطنية و وحدة البلاد و حرمتها الترابية و حماية مجالها البري و الجوي و البحري". ويمنح هذا المركز للجيش الوطني الشعبي لقب "جيش عصري و جمهوري"، يتمثل مبدأه في عدم تجاوز الحدود و عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى.