أصدر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية بيانا أدان فيه ب"أشد العبارات" الهجوم الذي استهدف ليلة أمس السبت الكلية العسكرية بالهضبة جنوبي العاصمة طرابلس وقتل كما أُصيب جراءه عشرات الطلاب، معلنا الحداد ثلاثة أيام على أرواح القتلى. وأدانت وزارة الداخلية الليبية في بيان ب"أشد العبارات" عمليات القصف، و طالبت مجلس الأمن الدولي وبعثة الأممالمتحدة والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم تجاه هذه الأعمال. واتهم المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق "طيرانا أجنبيا داعما لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر" بشن هذا الهجوم. وفي أول تعليق لها على حادثة الكلية العسكرية نفت غرفة عمليات قوات خليفة حفتر اليوم الأحد استهداف أي وحدات عسكرية تابعة لها في محاور القتال المختلفة في العاصمة طرابلس الكلية العسكرية في المدنية والتي خلفت الكثير من الضحايا والمصابين. وقالت الغرفة في بيان لها، أن "الكلية العسكرية في طرابلس ليست من أهداف القوات". ووقع صاروخ بحسب شهود عيان على الكلية العسكرية في طرابلس ليلة أمس، مما أسفر عن قتلى وجرحى. تجدر الإشارة إلى وجود تضاربا في الأرقام المعلنة لضحايا القصف، فبينما أعلن الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ، أسامة علي، سقوط 8 قتلى و12 جريحا كحصيلة مبدئية للقصف، بينما قال المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق الوطني، إن تلك الحصيلة تصل إلى 28 قتيلا و18 جريحا، في حين ذكر الناطق باسم وزارة الصحة بحكومة الوفاق، أمين الهاشمي، أن عدد القتلى بلغ 30 طالبا. ونشرت عملية "بركان الغضب"، صورا تظهر عددا من المصابين والجثث العائدة لطلبة الكلية، وآثار دمار طالت الباحة الرئيسية للكلية، حيث موقع القصف الجوي. وشهدت أحياء ومناطق جنوبي العاصمة طرابلس وشماليها منذ فجر أول أمس الجمعة قصفا جويا ومدفعيا عشوائيا طال الأحياء السكنية وأسفر عن مقتل وإصابة مدنيين. كما تضرر جراء القصف عشرات المنازل والمدارس وعدد من السيارات. وأعلنت بلدية سوق الجمعة شرقي طرابلس، تعليق الدراسة في المؤسسات التعليمية اعتبارا من اليوم الأحد حتى إشعار آخر، بسبب "القصف العشوائي" الذي تتعرض له مناطق البلدية. مظاهرات بطرابلس ومدن أخرى منددة بالقصف في هذا الوقت خرج عشرات المتظاهرين في العاصمة طرابلس ومصراتة وزوارة منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، منددين باستهداف الكلية العسكرية في الهضبة فيما توافد عدد كبير من المواطنين على مراكز التبرع بالدم بعد الدعوات التي وجهتها وزارة الصحة للمواطنين للمساهمة في إنقاذ حياة الجرحى. و بعد ساعات من القصف الذي استهدف الكلية قال وزير الداخلية بحكومة الوفاق، في تدوينة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن "القصف المتعمد للمدنيين والمنشآت والكلية العسكرية اليوم عمل إجرامي بشع ويشكل قطعا جريمة ضد الإنسانية". من جهتها أدانت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا اليوم الأحد القصف الجوي وشددت على أن "التصعيد المتنامي في الأعمال العسكرية على هذا النحو الخطير يزيد من تعقيد الأوضاع في ليبيا ويهدد فرص العودة للعملية السياسية". وقالت إن "التمادي المستمر في القصف العشوائي الذي يطال المدنيين والمرافق المدنية الخدمية كالمستشفيات والمدارس وغيرها قد يرقى إلى مصاف جرائم الحرب ولن يفلت الجناة من العقاب مهما طال الزمن أو قصر". في غضون ذلك، أعلنت الولاياتالمتحدة اليوم عن ترحيبها بكل دعوات وقف التصعيد وإنهاء الأعمال القتالية وإحلال السلام الدائم بليبيا. وغرد الحساب الرسمي للسفارة "تنضم الولاياتالمتحدة إلى بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا في الترحيب بكل دعوات وقف التصعيد وإنهاء الأعمال القتالية وإحلال السلام الدائم بليبيا".