ولاية السمارة (مخيمات اللاجئين الصحراويين) - خاطب الرئيس الصحراوي، ابراهيم غالي، يوم الخميس، أبناء بلده ودعاهم إلى الافتخار والاعتزاز برصيدهم الكفاحي وبالمكاسب التي حققتها الدولة الصحراوية، في انتظار استكمال السيادة على كامل التراب الوطني، مجددا التأكيد على أن جبهة البوليساريو "لن تنخرط في أي مجهود لا يحترم بالكامل الحق الدولي المقدس لشعب بلاده في تقرير المصير". جاء ذلك في خطاب الرئيس الصحراوي، الأمين العام لجبهة البوليساريو، خلال إشرافه اليوم على الاحتفالات المخلدة للذكرى ال 44 لإعلان الجمهورية الصحراوية. تحية عرفان أخرى تقدم بها الأمين العام للبوليساريو، خص بها جيش التحرير الشعبي الصحراوي "لتصديه لسياسات المملكة المغربية العدوانية التي لا تتوانى عن اللجوء إلى أرذل الأساليب، بما فيها التدفق المكثف لمخدراتها، ودورها في دعم وتشجيع عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية، وبالتالي في التهديد المستمر للسلم والأمن والاستقرار في كامل المنطقة". ولقد تضمن خطاب الرئيس الصحراوي، عبارات الاستغراب والتأسف الشديدين إزاء صمت الأممالمتحدة أمام انتهاكات المغرب الجسيمة لحقوق الإنسان من قمع واعتقال وطرد للمراقبين الدوليين وفرض للحصار ... كل هذا على مرأى ومسمع من بعثة المنظمة للاستفتاء في الصحراء الغربية، "المينورسو". وقال أن "لا شك أن تطورات القضية الصحراوية اليوم لا تعكس إرادة حازمة من الأممالمتحدة في تحمل مسؤوليتها في التعجيل بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية". وفي نفس السياق، أثار الرئيس الصحراوي، جانبا من الممارسات الاستفزازية الخطيرة التي ينفذها الاحتلال كتنظيم انتخابات وفتح قنصليات وتنظيم تظاهرات ثقافية ورياضية والنهب الممنهج للثروات الطبيعية وغيرها في الأراضي الصحراوية المحتلة وما "تمثله من انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وللقانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، وتهديد لجهود التسوية الأممية الإفريقية للنزاع"، مبرزا مخاطرها في "خلق الاحتقان والتوتر واللاإستقرار بالمنطقة". ومرة أخرى، دعيت الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى تحمل كامل المسؤولية لوضع حد لكل هذه الممارسات وكل هذا الاستهتار وممارسة الضغوط اللازمة للتطبيق الفوري لميثاق وقرارات الأممالمتحدة، ومقتضيات خطة التسوية الأممية الإفريقية التي وقع عليها طرفا النزاع وصادق عليها مجلس الأمن الدولي. وفي ظل هذا الوضع المخيم على القضية الصحراوية والجمود الذي يكتسي مسار تسويتها ،جدد غالي التأكيد على أن البوليساريو "لا يمكن أن تنخرط في أي مجهود لا يحترم بالكامل الحق الدولي المقدس للشعب الصحراوي في تقرير المصير واستكمال سيادته على كامل ترابه الوطني، على غرار كل الشعوب والبلدان المستعمرة" . بالمقابل أكد استعداد الجمهورية الصحراوية، للتعاون من أجل حل النزاع القائم مع جارتها المملكة المغربية، بما ينسجم مع مبادئ الاتحاد في حل النزاعات بالطرق السلمية وعدم الاعتداء على البلدان الإفريقية واحترام الحدود الموروثة غداة الاستقلال. وهنا حيا رئيس الدولة الصحراوية، الموقف المبدئي للاتحاد الإفريقي، ودعاه إلى التحرك من أجل وضع حد للانتهاك الصارخ من طرف المملكة المغربية لمبادئ قانونه التأسيسي الذي وقع عليها، كشرط أساسي للانضمام إلى المنظمة القارية. الرئيس الصحراوي وقف في خطابه عند "المسؤولية التاريخية والقانونية والأخلاقية للدولة الإسبانية تجاه الشعب الصحراوي" مذكرا الحكومة الحالية بأن "المواقف المخجلة المتغاضية عن سياسات التوسع والعدوان المغربية، والانجرار خلف الموقف الفرنسي المنحاز، لا تعكس على الإطلاق أي انسجام مع تلك المسؤولية ولا مع مثل الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان واحترام إرادة الشعوب".