طالب ممارسون في الصحة العمومية مجندون على خط المواجهة الأول في مكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بورقلة يوم الأحد المواطنين ب"التحلي بروح المسؤولية والإلتزام الصارم بتدابير الوقاية, للتخفيف عليهم من الضغط في علاج المرضى و المساهمة في الحد من انتشار هذه الجائحة. وأجمع أطباء في انطباعات جمعتها وأج, أن الإمتثال الصارم للتدابير الوقائية من شأنه تقليص أعداد الإصابة بالعدوى والحد من تفشي هذا الفيروس الخطير, ما سيخفف عليهم ضغط العمل بتقلص عدد المصابين و بالتالي يساعد على خروج البلاد من هذه الأزمة الصحية الراهنة الحساسة. ومن بين هؤلاء الممارسين الذين تحدوهم رغبة كبيرة في مواصلة الجهود لمكافحة هذه الجائحة, رغم الضغوط النفسية التي يتعرضون لها باستمرار, الدكتورة ابتسام العاتي, أستاذة إستشفائية أخصائية في الأمراض المعدية بالمؤسسة العمومية الاستشفائية محمد بوضياف, التي شددت على ضرورة احترام قواعد الوقاية, بما في ذلك ارتداء القناع الواقي (الكمامة) والتباعد الجسماني. وحثت المواطنين إلى عدم التردد في التقرب من المؤسسات الإستشفائية في حالة الشعور بأعراض الإصابة بالفيروس لتلقي العلاج اللازم وعدم الإكتفاء بتناول الأدوية دون استشارة الطبيب. وذكرت بالمناسبة أنها صادفت حالات من هذا النوع ممن قدموا إلى المستشفى في وضعية متأخرة ومنهم من فقدوا حياتهم. وتؤكد في ذات السياق, أن معنويات الفريق الطبي والشبه الطبي "عالية", مشيرة إلى إصابة بعض زملائها بالفيروس إلا أنهم عادوا إلى العمل فور استعادة عافيتهم, معتبرة أن التحاقهم بمصلحة كوفيد-19 المتواجدة بذات المؤسسة العمومية الإستشفائية كان عن قناعة, حيث تحدوهم رغبة صادقة لمواصلة القيام بمهمتهم النبيلة على أكمل وجه. و أشارت بقولها " أنه ومنذ ظهور الجائحة تعرضنا للكثير من الإرهاق الجسدي والضغوط المهنية التي كان لها أثرا كبيرا علينا منذ بداية عملنا بالمصلحة, وأبرزها الخوف من العدوى أثناء العمل أو نقلها لعائلاتنا وأقاربنا وذلك رغم الإحتياطات التي نحرص على القيام". كما تطرقت ذات المتحدثة, إلى صعوبة إقناع المريض المصاب بالفيروس وعدم تقبله لهذه الحقيقة, مما يفرض - حسبها - على الطاقم الطبي المعالج التعامل معه بشكل خاص من خلال توفير الرعاية الصحية اللازمة, بالإضافة إلى مساعدته على تجاوز الصدمة النفسية والشعور بالإحباط والكآبة بمساعدة أخصائيين نفسانيين. وفيما يتعلق بالعنف الجسدي الذي تعرضت له مؤخرا من طرف شخص مرافق لأحد المرضى, قالت الدكتورة العاتي أن تلك الحادثة تركت أثر نفسي سلبي عميق لديها, فضلا على أنها تسببت لها في إصابة جسدية على مستوى الذراع , مؤكدة أن هذا النوع من "التصرفات المشينة ضد مستخدمي المؤسسات الصحية يستدعي وضع آليات لمجابهتها لتوفير ظروف عمل أفضل للطاقم الطبي للتكفل بالمرضى". ومن جانبه, أكد الطبيب يوسف سوايح, رئيس مصلحة تصفية الدم بمستشفى محمد بوضياف, على مواصلة العمل لمكافحة هذه الجائحة ومجابهة مختلف التحديات اليومية, مبرزا في الوقت ذاته أهمية مساهمة المواطن في مكافحة تفشي كوفيد-19 , مما سيخفف الضغط على مستخدمي الصحة, وذلك من خلال الأخذ بتدابير وإرشادات الوقاية خاصة فئة الشباب الذين يمكن أن ينقلوا العدوى لعائلاتهم لاسيما من فئة المتقدمين في السن وذوي الأمراض المزمنة بسبب الإستهتار واللامبالاة. ولخص الطبيب سوايح الوضع بالقول أن الطبيب مضطر إلى التعامل مع المخاوف التي يثيرها هذا الفيروس لدى المريض وعدم تقبله لنتيجة الفحص الإيجابية أحيانا, علاوة على الحرص على التأقلم مع الضغط النفسي اليومي. --- تضحيات كبيرة بالخطوط الأمامية لمجابهة الجائحة --- ومن جانبه, أكد الطبيب بذات المؤسسة الإستشفائية, محمد عادل الشاهد, على عزم كافة مستخدمي القطاع من أطباء أخصائيين وممرضين وأعوان نظافة على محاربة هذه الجائحة حتى الإنتصار عليها, مستذكرا التضحيات التي قدمتها الطواقم الطبية بالخطوط الأمامية لمجابهة الجائحة ومن بينهم الدكتور دالمه كيلاني, رئيس قسم الإنعاش بمستشفى محمد بوضياف وعضو خلية الأزمة لفيروس كوفيد-19 بالولاية الذي أصابه هذا الفيروس خلال مزاولته لعمله, وشهداء الواجب من مستخدمي الصحة عبر الوطن بما فيهم الطبيب بحوص بن هجيرة الذي توفي مؤخرا بسبب العدوى بورقلة. كما تحدث ممارسون آخرون عن الجهد المضاعف الذي يقومون به خلال معركتهم الشرسة ضد هذه الجائحة ومحاولتهم تجنب الإحباط بسبب نقص المعدات الطبية ومعدل حالات الإصابة المتزايد, وهم يترحمون على أرواح ضحايا هذه الجائحة. وفي سياق متصل, دعا مدير قطاع الصحة بالنيابة بورقلة, طارق بلباي المواطنين إلى الإلتزام بتدابير الوقاية التي تعد أحسن وسيلة لإحتواء الجائحة والحد من انتشارها, مشيرا بالمناسبة أن "مصالحه مستعدة للتعامل مع أي أمر طارئ يمكن أن يحدث". وتحصي ولاية ورقلة ما لا يقل عن 288 سرير إستشفائي مخصص للتكفل بالمصابين بهذا الفيروس المستجد, موزعين على مستشفيات ورقلة وحاسي مسعود وتقرت والطيبات, حسب ذات المسؤول. وعلى سبيل المثال لا الحصر هناك ستة مصالح بالمؤسسة الإستشفائية محمد بوضياف مخصصة لمرضى كوفيد-19 نتيجة تزايد أعداد الإصابات, وفق السيد بلباي, مضيفا بقوله " نسعى جاهدين إلى التقليص منها من خلال تعزيز سبل الوقاية من خلال تفهم المواطنين وتحليهم بروح الوعي والمسؤولية''. وبخصوص دعوة مستخدمي الصحة من أطباء وممرضين التي أطلقت مؤخرا بهدف تعزيز الطواقم الطبية المسخرة لمكافحة الجائحة , ذكر السيد بلباي أن الأمر لا يقتصر فقط على ولاية ورقلة, باعتبار أن هذا المسعى يندرج في إطار تطبيق أحكام المرسوم التنفيذي رقم 20-70 المؤرخ في 24 مارس 2020 الذي يحدد التدابير التكميلية للوقاية من انتشار فيروس كورونا ومكافحته. وأكد " نحن بدورنا نجدد النداء لدعوة كل من له القدرة على مد يد العون والمساعدة بالتقدم إلى مصالح القطاع من أجل الإلتحاق بزملائهم في الصفوف الأولى لمواجهة الفيروس المستجد وفقا الإجراءات القانونية المعمول بها".