أعلنت منظمة الصحة العالمية, يوم الثلاثاء, أن العالم مازال بعيدا كل البعد عن مستوى المناعة الجماعية ولم يقترب من المستوى المطلوب للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد. وقال الدكتور مايك رايان, المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ بالمنظمة - خلال مؤتمر صحفي بمقر المنظمة في جنيف - أنه "لا يمكن اعتبار المناعة الجماعية بالمجتمعات حلا حتى الآن". ومن جهته, أشار بروس الوارد, كبير مستشاري المدير العام لمنظمة الصحة, إلى أن "هناك حاجة إلى نسبة عالية للغاية من المناعة للوصول إلى ذلك المستوى", مشيرا إلى أنه "حتى في حال توفير اللقاح لنسبة 50 بالمائة من سكان بلد ما, فقد لا يكون كافيا لضمان وجود مناعة جماعية... ودعا في هذا الصدد, إلى استمرار الحذر واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من انتشار الفيروس حول العالم, بما يشمله ذلك من التباعد الاجتماعي وغيره. وبدورها, قالت الدكتورة ماريا فان كيركوف الخبيرة في المنظمة, أن "المنظمة تعمل مع 50 دولة لدراسة ما يتعلق بالمناعة الجماعية", موضحة أن "ما تعرفه المنظمة حتى الآن هو أن أقل من 10 بالمائة من السكان لديهم أدلة بتكون مضادات الأجسام ضد فيروس كورونا ووجود مناعة لديهم", مشيرة إلى أن "ما تحاول المنظمة معرفته والوصول إليه هو قوة المناعة المتكونة لدى الشخص الذي أصيب وتعافى من الفيروس ومدى استدامتها". وبخصوص اقتراب فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وانتشار فيروس الإنفلونزا في تلك الفترة, قالت خبيرة المنظمة أن "هناك نظاما قائما منذ 7 سنوات لدى المنظمة والدول لرصد فيروسات الإنفلونزا وجمع العينات من المصابين لدراستها". وأوضحت أن ما تعرفه المنظمة الآن هو أن ح"الات الإنفلونزا كانت منخفضة في الفترة الأخيرة في نصف الكرة الأرضية الجنوبي, وهو ما قد يعود إلى التباعد الاجتماعي". وحثت ماريا فان كيركوف الأشخاص في كل العالم على الحصول على لقاح الإنفلونزا حتى يمكن التفريق بين أعراض حمى الإنفلونزا وأعراض فيروس كورونا إن أصيب به الشخص. وفيما يتعلق باقتراب فتح المدارس, قالت الدكتورة ماريا فان كيركوف "إن كانت المدارس في مناطق بالمجتمع المحلى ينتشر فيها الفيروس, فإن إمكانية وصوله إلى المدارس مرتفعة", ودعت في هذا الصدد إلى إتباع الإجراءات المناسبة لمنع ذلك". اقرأ أيضا : منظمة الصحة العالمية:هناك تنسيق مستمر مع روسيا بشأن اللقاح المبتكر ونوهت بأن المنظمة وجهت إرشادات إلى الدول بشأن التدابير التي يمكن استخدامها, على أن تقوم الجهات المعينة بتحديد ما إذا كان ضروريا استخدام المدارس لفترات معينة, إضافة إلى إمكانيات اكتشاف حالات الإصابة بالفيروس في المدارس إن ظهرت وبسرعة. ومن جانبه, طالب تادروس ادهانوم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية - خلال المؤتمر الصحفي - بمشاركة الإمدادات الطبية الخاصة بفيروس كورونا بشكل استراتيجي على مستوى العالم, مشددا على أنه "لا يمكن لبلد فقط أن ينفذ إلى الإمدادات والعلاجات واللقاحات والتكنولوجيا المطورة, لأنه لا أحد سيكون وحده في منأى عن الفيروس". وأكد على ضرورة التركيز على نفاذ الجميع وبشكل متساو, وألا تعاود البلدان الخطأ الذي ظهر في تعاملها مع أدوات الحماية والكمامات خلال بداية انتشار الوباء وتقوم وحدها أيضا باستخدام اللقاح حين وجوده. وقال "عندما تحدد المنظمة لقاحا ناجعا فإنه ستكون هناك مجموعة استشارية ستقوم برفع التوصيات باستخدامه", موضحا أن "المرحلة الأولى ستكون تقديم الجرعات بشكل متساو والنظر إلى البلدان المعرضة لمخاطر, إضافة إلى النظر للعاملين في الخطوط الأمامية لمواجهة الفيروس", مشيرا إلى أن "المرحلة الأولى ستغطى حوالى 20 بالمائة من السكان, وخاصة المعرضين للخطر". وحذر من أنه إن لم يتم حماية العالم كله في نفس الوقت, فإن لا أحد سينجو وحده. ستكون هناك حاجة لإنتاج مليارات الجرعات بسرعة لضمان وصول اللقاح إلى الجميع, وهو ما يستدعى التخطيط على أعلى المستويات لتحضير الوصول إلى اللقاحات وتسريع البحث العلمي للوصول إلى حل. كما شدد على أهمية انضمام الدول إلى مرفق "كوفاكس" الذي أنشأته المنظمة لضمان الوصول المتساو والعادل إلى كافة الأدوات والعلاجات واللقاحات الخاصة بمواجهة فيروس كورونا.