تكيف شهر أكتوبر الوردي بقسنطينة المخصص للتوعية والكشف المبكر عن سرطان الثدي، مع الظرف الصحي السائد بسبب انتشار فيروس كوفيد-19، وذلك من خلال العمليات التي بادر بها أعضاء جمعية واحة لمساعدة مرضى السرطان بالولاية في ظل الاحترام الصارم للتدابير الوقائية. ورغم الوضع الصحي غير الملائم للتجمعات لاسيما بالنسبة لمرضى السرطان الذين يعانون من الوهن ونقص المناعة إلا أن الجمعية نظمت خلال هذا الشهر "نقاشين مفتوحين مع نساء مصابات بسرطان الثدي ليتحدثن عن يومياتهن خلال فترة الحجر الصحي التي تم فرضها شهر مارس المنصرم بسبب تفشي فيروس كوفيد-19"، حسبما أكده لوأج نائب رئيس الجمعية، أحمد زمولي. وأوضح السيد زمولي في هذا السياق أن الأزمة الصحية "حفزت" أعضاء جمعية واحة على اتخاذ مزيد من الاحتياطات والتدابير الوقائية الرامية إلى حماية أعضاء الجمعية والمرضى من مخاطر العدوى من فيروس كورونا والتكيف مع الوضعية من خلال تنظيم عمليات في ظل الاحترام الصارم للقواعد الصحية والتباعد الجسدي. من جهتها قالت السيدة ياسمينة كشيد، عضوة بجمعية واحة مكلفة باستقبال وتوجيه المرضى "لقد نظمنا لقاءين جمع كل واحد منهما 15 امرأة بما فيهن منشطات اللقاء وطبيبات تم خلالهما إعطاء الكلمة لنساء مصابات بسرطان الثدي حتى يتمكن من البوح بما يختلجهن و الحديث عن يومياتهن خلال فترة الحجر الصحي". إقرأ أيضا: ورشة للأشغال الحرفية لفائدة المصابات بسرطان الثدي للتخفيف من وطأة المرض وحسب السيدة كشيد فقد "تم في وقت سابق دراسة سبل تنظيم هذين اللقاءين في أحسن الظروف"، مفيدة بأن اللقاءين احتضنهما فضاء الدعم النفسي بدار واحة وأشرف على تأطيرهما أطباء وذلك في ظل "احترام التباعد الجسدي وأجواء من البساطة والحميمية". وقد شكلت النقاشات التي دارت خلال هذين اللقاءين "متنفسا لهؤلاء النساء اللواتي مررن بأوقات صعبة خلال هذه الفترة بسبب خوفهن الشديد من الإصابة بعدوى فيروس كورونا المستجد الذي زاد على خوفهن من مرض السرطان"، حسب ذات المتحدثة. وقالت في هذا الشأن أن المشاركات في اللقاء "كن جد خائفات من أن تنتقل العدوى إليهن عن طريق أبنائهن وأقاربهن لدرجة أنهن لم يقمن بإجراء فحوصاتهن على مستوى مركز مكافحة السرطان بقسنطينة". واعتبرت ذات المتحدثة خوف المصابات بالسرطان من عدوى فيروس كورونا "مشروعا بالنظر لهشاشتهن من الناحية الصحية لاسيما وأن أربعة نساء منهن أصبن بفيروس كورونا خلال فترة الحجر الصحي وقد تطلب الأمر نقل واحدة منهن الى المستشفى". -- ولادة ثالثة -- وأضافت السيدة كشيد أن النساء اللواتي انتقلت إليهن العدوى من وسطهن العائلي واللواتي يعانين أصلا من ضعف في جهاز مناعتهن بسبب العلاج لاسيما الكيماوي، اعترفن بأنهن عشن "أوقاتا عصيبة وفي بعض الأحيان أكثر صعوبة من الخوف والانزعاج الناجمين عن مرض السرطان". وواصلت: " فبعد أن حاربن سرطان الثدي وعشن فترة ما بعد العلاج كولادة ثانية لهن، تمكن من مواجهة فيروس كورونا المستجد وهو ما وصفنه بالولادة الثالثة لهن وهذا للدلالة عن حجم معاناتهن أثناء معركتهن ضد كوفيد-19". وقد سمحت هذه النقاشات الصريحة ببروز فكرة مشروع سيقوده فريق الإصغاء لجمعية "واحة" يعتمد على جمع الشهادات المتعلقة بيوميات النساء المصابات بسرطان الثدي خلال فترة الحجر الصحي دون الكشف عن هويتهن بهدف إعداد كتيب مخصص لهذا الموضوع، كما تم تأكيده. إقرأ أيضا: سرطان الثدي : استفادة عدد من المصابات من العلاج التجميلي لتحسين نوعية الحياة علاوة على هذين اللقاءين نظمت أيضا جمعية "واحة" لمساعدة مرضى السرطان بولاية قسنطينة يوما تحسيسيا على مستوى المركز التجاري "ريتاج مول" الواقع بالمقاطعة الإدارية علي منجلي في ظل الاحترام الصارم للتدابير الوقائية، حسبما تم إيضاحه. وقد استهدفت هذه التظاهرة النساء اللواتي قدمن للتسوق بهذا الفضاء التجاري من أجل تحسيسهن بالكشف المبكر عن سرطان الثدي و أهمية الفحص الذاتي على وجه الخصوص.