توالت ردود الفعل الدولية التي تدين خرق قوات الاحتلال المغربي لاتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة العازلة بالكركرات, والداعية لضبط النفس والإسراع باستئناف عملية السلام لتجنيب المنطقة ما لا يحمد عقباه. وقد استنكرت الجزائر "بشدة", الانتهاكات الخطيرة لوقف إطلاق النار, التي وقعت يوم الجمعة, في منطقة الكركرات بالصحراء الغربية, داعية إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية التي من شأنها أن تؤثر على استقرار المنطقة برمتها. ودعت وزارة الشؤون الخارجية في بيان لها, "الطرفين, المملكة المغربية وجبهة البوليساريو إلى التحلي بالمسؤولية وضبط النفس, والاحترام الكامل للاتفاق العسكري رقم 1 الموقع بينهما والأممالمتحدة". وأكدت الوزارة أن "الجزائر تنتظر على وجه الخصوص من الأمين العام للأمم المتحدة وبعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية, القيام بمهامهما بشكل دقيق, دونما قيود أو عقبات, والتحلي بالحياد الذي تتطلبه التطورات الحالية". كما جددت الجزائر مناشدتها الأمين العام للأمم المتحدة, من أجل تعيين مبعوث شخصي في أقرب وقت ممكن والاستئناف الفعلي للمحادثات السياسية, وفقا للقرارات ذات الصلة لمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومبادئ ميثاقها". كما استنكر عدد من الأحزاب السياسية الجزائرية والمنظمات المتضامنة مع الشعب الصحراوي هذا الاعتداء المغربي "السافر", ودعت اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب لصحراوي الهيئات الدولية لحمل المغرب على احترام اتفاق وقف إطلاق النار. اقرأ أيضا : الاعتداء المغربي بالكركرات: الاتحاد الأفريقي "قلق للغاية" و يدعو لاستئناف المفاوضات إدانة دولية وتحذيرات من عواقب التطورات في الكركرات وقد أبدى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش "قلقه البالغ" من العواقب التي ستترتب عن التطورات التي تشهدها منطقة, حسبما أكده المتحدة باسمه, ستيفان دوجاريك, في بيان . وقال دورجاريك, إن الأمين العام يجدد "التزامه ببذل قصارى جهده لتلافي انهيار وقف إطلاق النار, وعزمه بذل كل ما في وسعه لإزالة جميع العقبات التي تعترض استئناف العملية السياسية". كما جدد غوتيريش التأكيد على " التزام بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) بمواصلة تنفيذ ولايتها في المنطقة". وبدورها, أكدت روسيا أنها تتابع "بانشغال بالغ" تطورات الوضع في الصحراء الغربية سيما بمنطقة الكركرات, وحثت على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس, والامتناع عن اتخاذ خطوات قد تؤدي الى تفاقم الوضع في الصحراء الغربية", داعية إلى استئناف سريع للمفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو, حسبما جاء في بيان لوزارة الخارجية. اقرأ أيضا : الكركرات: الحكومة الاسبانية تعرب عن انشغالها البالغ بعد خرق المغرب لاتفاق وقف اطلاق النار وفي ذات الخصوص, أعربت جمهورية فنزويلا على لسان وزير خارجيتها لخورخي أريزا, عن بالغ انشغالها إزاء العدوان المغربي على الشعب الصحراوي, مشددة على ضرورة تنظيم استفتاء تقرير المصير باعتباره المخرج الوحيد للازمة لتجنب المنطقة تداعيات الحرب. كما أعربت الحكومة الإسبانية عن انشغالها البالغ إزاء التطورات في الصحراء الغربية بعد خرق المغرب لاتفاق وقف إطلاق النار, وحثت الطرفين على الجلوس لطاولة المفاوضات للتوصل إلى حل لقضية الصحراء الغربية. ومن جهته, اعرب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الإيطالي بييرو فاسينو عن قلقه مما يجري في المنطقة العازلة بالكركرات, وطالب بعدم " تغذية دوامة التوتر وتجنب أي استخدام للقوة واستئناف عملية السلام على أساس قرارات مجلس الأمن". كما حث الأممالمتحدة على تعيين مبعوثها الجديد إلى الصحراء الغربية... "من أجل استئناف عملية السلام" .. وأدانت الجمعية الفرنسية لأصدقاء الجمهورية العربية الديمقراطية الصحراوية اعتداء الاحتلال المغربي مجددة "دعمها التام" للشعب الصحراوي في كفاحه من أجل الاستقلال. و قالت في بيان لها "بصفتنا جمعية فرنسية متضامنة مع الكفاح الصحراوي من أجل الاستقلال, فإننا نتوجه بنداء إلى سلطات بلدنا المقربة جدا من المملكة المغربية لتعديل موقفها لأنه الطريقة الوحيدة لإيجاد حل سياسي يحترم حق تصفية الاستعمار و يتجنب العودة إلى الحرب". وفي ذات السياق, أدان رئيس اللجنة البلجيكية لمساندة الشعب الصحراوي رئيس الندوة الأوروبية للدعم والتضامن مع الشعب الصحراوي (أوكوكو), بيير غالاند, الاعتداء العسكري المغربي على مدينة الكركرات, مؤكدا أن ما قام به المغرب هو "انتهاك صارخ" لمخطط تسوية النزاع في الصحراء الغربية التي ترعاها الأممالمتحدة. ودعا المجتمع الدولي إلى "التحرك بشكل عاجل" وكذا مجلس الأمن إلى "حساب عواقب تقاعسه" .