أعلن وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات البروفسور عبد الرحمان بن بوزيد، يوم الخميس بالجزائر العاصمة عن انشاء مرصد وطني على مستوى المديرية العامة للصيدلة بالوزارة ينشط بالتعاون مع شبكات المراقبة في مجال المضادات الميكروبية. ودعا الوزير خلال لقاء إعلامي نظمته الوزارة بمناسبة احياء اليوم الوطني لمكافحة مضادات الميكروبات الذي يصادف 13 نوفمبر كل سنة حضره الوزير المكلف بإصلاح المستشفيات البروفسور اسماعيل مصباح وخبراء في الميدان إلى "النظر في إقامة مرجعيات المضادات الحيوية على مستوى المؤسسات الاستشفائية" و انشاء "لجنة وطنية متعددة التخصصات تكلف بوضع دليل حول الاستخدام العقلاني للمضادات الحيوية وصياغة توجيهات للتكفل بالحالات ". إقرأ أيضا: كوفيد-19: الرفع من قدرة استيعاب المصالح الاستشفائية بالأسرة عبر الوطن الى 65 بالمائة واشار السيد بن بوزيد بالمناسبة إلى أن "مقاومة المضادات الحيوية أصبح اليوم من بين أخطر التهديدات للصحة العالمية والأمن الغذائي والتنمية"، الامر الذي "دفع بالمؤسسات الأممية إلى ادراجها سنة 2019 ضمن المضادات الميكروبية +كمؤشر جديد+ في اطار متابعة أهداف التنمية المستدامة". وذكر في هذا المجال بأن الجزائر وعلى غرار دول العالم "لم تسلم من هذه المشكلة الصحية العمومية الكبرى، حيث يمثل الإحتفاء بهذا اليوم فرصة لتثمين المجهودات المبذولة والتقدم المحرز في الميدان وتكريم وتقدير المساهمين في هذه الجهود". ولمواجهة هذا التهديد جدد الوزير "التزام الجزائر بتنفيذ خطة العمل الوطنية لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات من خلال مواصلة الاحتفاء بهذا اليوم الوطني لمقاومة المضادات الحيوية للميكروبات والذي تم إضفاء الطابع المؤسساتي عليه منذ سنة 2017 "الى جانب "الاحتفاء بالأسبوع العالمي للاستخدام الأمثل لمضادات الميكروبات". من جهة أخرى دعا السيد بن بوزيد إلى "ضرورة تقييم مضادات الميكروبات والتحسيس حول استعمالاتها الجيدة لاسيما المضادات الحيوية مع تعزيز المكاسب فيما يخص الوقاية والمراقبة مع توعية المواطنين ومهني الصحة البشرية والحيوانية بمسألة المضادات الميكروبات والعواقب الناجمة عنها". وذكر وزير الصحة بأن الجزائر "تشارك في النظام العالمي لمراقبة مقاومة مضادات الميكروبات عبر الشبكة الوطنية لمقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية بمعية معهد باستور كمخبر مرجعي ينبغي تدعيمه بالإضافة إلى تعزيز المراقبة ومتابعة مقاومة مضادات الميكروبات لدى الحيوانات من خلال النظام الذي وضعته وزارة الفلاحة". و أشار بالمناسبة الى "توفير دليل بجانب الإرشادات الوطنية للتكفل الصحي على غرار مرض السل والأيدز والتهابات الكبد والملاريا التي تستعمل فيها هذه المضادات". من جهة أخرى حذر ذات المسؤول من "الاستهلاك المفرط" لهذه المضادات في ظل جائحة كورونا مما قد يؤدي -مثلما قال-إلى "ظهور مقاومة لمضادات الميكروبات وتسريع انتشار الفيروس"، علما أن مقاومة هذه الميكروبات "تستدعي اللجوء الى أدوية مكلفة وتتسبب في إطالة مدة فترة المرض والعلاج والاستشفاء". إقرأ أيضا: كورونا: 1038 إصابة جديدة، 627 حالة شفاء و 20 وفاة بدورها تطرقت الدكتورة ليليا أوبراهم نيابة عن ممثل المنظمة العالمية للصحة بالجزائر الى رسالة المديرة الجهوية للمنظمة لمنطقة افريقيا، معتبرة القارة السمراء "أكثر تضررا من غيرها جراء الاستعمال غير الجيد للمضادات الحيوية بسبب استهلاك أدوية مغشوشة إلى جانب تعرض المنطقة إلى ظهور بكتيريا وفطريات مستجدة". وأشارت بالمناسبة إلى "الحملة التي اطلقتها المنظمة العالمية للصحة بالتنسيق مع منظمة التغذية العالمية المتعلقة بترشيد استعمال المضادات الحيوية حتى لا تخرج عن نطاقها مع بذل الجهود للتصدي لمقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية وضمان فعالية هذه الأخيرة". كما تعرضت رئيسة المخبر الوطني لمراقبة استعمال المضادات الحيوية بمعهد باستور البروفسور حسيبة طالي معمر الى كل الإنجازات المحققة في هذا الميدان ومدى تطبيق برنامج المنظمة العالمية للصحة وتعزيز المعارف حول المراقبة والبحث لهذا البرنامج المتعلق بمقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية لدى الإنسان والحيوان .