قال ممثل جبهة البوليساريو بإسبانيا, عبد الله العرابي, بأن الصحراويين قد حذروا لسنوات الحكومات الإسبانية المتعاقبة من مغبة "الاستسلام للنظام المغربي ولسياسته التوسعية على حساب بلدان الجوار. وعبر الدبلوماسي الصحراوي, في تصريح أدلى به لبرنامج "لتاردي" للإذاعة الإسبانية كوبي, عن أسفه إزاء "إصرار إسبانيا على إرضاء النظام المغربي بأي ثمن, حتى ولو كان على حساب التطلعات المشروعة للشعب الصحراوي", مشيرا إلى أن جل الحكومات الإسبانية "إستسلمت للمساعي المغربية ومقايضة كل المبادرات للتوسط أو لعب دور حاسم وإيجابي يخدم الحل النهائي لقضية الصحراء الغربية". وبشأن التطورات الأخيرة, وصف عبد الله العرابي, الإعلان الأحادي الجانب للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته,د ونالد ترامب, الاعتراف بالسيادة المزعومة للنظام المغربي على الأراضي المحتلة للصحراء الغربية ب"الخطأ" وبأنه يخالف الموقف التقليدي للولايات المتحدةالأمريكية بشأن قضية الصحراء الغربية, كما أنه يضع الإدارة الجديدة في مأزق خطير ويثير التوتر في ذلك الجزء من إفريقيا, مما يقوض أيضا أي جهد لتحقيق السلام في الصحراء الغربية. وأضاف المسؤول الصحراوي "ان جبهة البوليساريو يحذوها أمل في عدول إدارة جو بايدن الجديدة عن هذا التوجه من خلال إلغاء هذا الإعلان الذي يعرض دور الولاياتالمتحدة في مجلس الأمن الدولي لخطر جسيم وخاصة الدفاع عن حق تقرير المصير للشعب". و حول وضع الحرب في الصحراء الغربية, أكد السيد العرابي أنه ومنذ 13 نوفمبر بعد خرق النظام المغربي لإتفاق وقف إطلاق النار إندلعت الحرب بين جيش التحرير الشعبي الصحراوي وقوات الإحتلال على طول جدار العار. اقرأ أيضا : a href="/ar/الصحراء%20الغربية : اعلان ترامب، "سطو دولي" يهدف الى زعزعة استقرار المنطقة" الصحراء الغربية : اعلان ترامب، "سطو دولي" يهدف الى زعزعة استقرار المنطقة و قال أن ما يثير القلق للغاية هي وضعية المواطنين الصحراويين في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية حيث تتزايد إنتهاكات حقوق الإنسان في ظل غياب تام للصحافة والمراقبين الدوليين. وفي ذات السياق, أعرب عبد الله العرابي, عن أسفه لإستمرار "فشل بعثة المينورسو في تنفيذ مهمتها المتمثلة في إجراء الإستفتاء والرضوخ لمحاولة العرقلة من النظام المغربي وحلفائه في الأممالمتحدة إلى أن تحولت البعثة إلى مجرد أداة لإدامة الوضع الراهن وإحتلال بلادنا ونهب ثرواتنا الطبيعية". وفيما يتعلق بدعم المجتمع المدني الإسباني للشعب الصحراوي, أوضح الديبلوماسي الصحراوي أنه "على الرغم من المستوى العالي من التضامن مع شعبنا طيلة السنوات الخمس والأربعين إلا أن الحكومات المتعاقبة لم تتجاوب مع ذلك الدعم بل للأسف حاولت الحفاظ على مصالحها الاقتصادية بدلا من دعم الشرعية الدولية وتحمل مسؤولياتها التاريخية والقانونية". وأشار إلى أن جبهة البوليساريو "لا تعارض سياسة حسن الجوار بين إسبانيا والمغرب شرط أن لا تكون على حساب تطلعات شعبنا المشروعة". وأختتم ممثل جبهة البوليساريو بإسبانيا حديثه بالإشارة إلى خطة التسوية المتعثرة, موضحا في هذا الصدد أن "مقترح الحكم الذاتي" الذي تقدم به النظام المغربي لا يتفق مع القانون الدولي والطبيعة القانونية لقضية الصحراء الغربية بإعتبارها قضية تصفية إستعمار مدرجة على جدول أعمال الأممالمتحدة الخاصة بإنهاء الاستعمار في إنتظار تنفيذ الإستفتاء حول تقرير المصير يقرر من خلاله الشعب الصحراوي مستقبله بطريقة ديمقراطية ونزيهة.