يتواصل إحياء الذكرى ال 45 لتأسيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية, في مختلف أنحاء العالم, عن طريق عقد مؤتمرات افتراضية, تشارك فيها مختلف الشخصيات السياسية والحركات والمنظمات الحقوقية والإنسانية وفعاليات المجتمع المدني المتضامنة مع الشعب الصحراوي وحقه في تقرير المصير. ويرتقب أن يعقد, يوم الخميس, مؤتمرين افتراضيين, أحدهما في العاصمة الفنزويلية كاراكاس, ويضم دول أمريكا اللاتينية والكرائيب, والثاني في العاصمة السورية دمشق وتشارك فيه العديد من الدول العربية, حيث تشارك فيهما شخصيات سياسية وأخرى تمثل منظمات حقوقية وإنسانية متضامنة مع قضية الشعب الصحراوي العادلة, ورافضة للاحتلال المغربي للأراضي الصحراوية, ومنددة بالانتهاكات الممارسة ضد الصحراويين المتواجدين في المدن الصحراوية المحتلة. وقال ممثل جبهة البوليساريو في أستراليا ونيوزيلاندا, كمال فاضل, في تصريح ل (وأج), إن العديد من الأنشطة مبرمجة لإحياء الذكرى ال 45 لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية, حيث من المزمع رفع العلم الصحراوي, غدا الجمعة على مباني عدة بلديات في أستراليا, إلى جانب عرض فيلم وثائقي عن القضية الصحراوية, وكذا حفل عشاء للمتضامنين مع الشعب الصحراوي, وكلمات تضامنية ومساندة لنضال هذا الأخير في البرلمان. وكشف السيد كمال فاضل, أن نيوزلاندا هي الأخرى, ستنظم ندوة افتراضية غدا, يحضرها برلمانيون, وأنه سيتم التأسيس الرسمي للجنة التضامن مع الشعب الصحراوي, إلى جانب إطلاق موقعها الرسمي على الانترنيت. وبخصوص الندوة الافتراضية التي احتضنتها أستراليا, أمس الأربعاء, فقال كمال فاضل إنها كانت "فرصة لأصدقاء الشعب الصحراوي في منطقة آسيا والمحيط الهادي للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الصحراوي, في هذه المرحلة الهامة من تاريخ نضال الشعب الصحراوي". وأضاف أنه لا شك من وجود إجماع على التنديد بالخرق السافر لوقف إطلاق النار, الذي قام به الاحتلال المغربي عقب عدوانه على مدنيين صحراويين في ثغرة الكركرات غير الشرعية, في نوفمبر الماضي, مضيفا "ففي أستراليا ونيوزيلاندا, هناك مجهودات حثيثة من طرف أعضاء البرلمان وطرح أسئلة على الحكومة ومراسلتها للضغط على النظام المغربي للانصياع إلى الشرعية الدولية, واحترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال". كما أشار السيد فاضل إلى "التغطية الإعلامية الهامة والايجابية" التي تحظى بها القضية الصحراوية, وآخر الأحداث والتطورات المتعلقة بها, في آسيا والمحيط الهادي, خاصة بعد العدوان المغربي في 13 نوفمبر 2020. واستعرض ممثل جبهة البوليساريو في أستراليا, آخر تطورات القضية الصحراوية وأسباب انهيار وقف إطلاق النار واستئناف الكفاح المسلح "الذي جاء نتيجة استمرار خروقات المغرب لمخطط التسوية", مشيرا إلى نهب الاحتلال المغربي للثروات الطبيعية في الأراضي الصحراوية المحتلة و"إمعانه في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تطال المدنيين والمناضلين الصحراويين المتواجدين تحت الاحتلال." من جهة أخرى, كان السفير الصحراوي لدى تيمور الشرقية, محمد أسلامة بادي, قد أشار, أمس , في كلمته خلال الندوة الافتراضية التي احتضنتها أستراليا, إلى "المغزى الوجودي سياسيا" باعتباره أتى ردا على المناورات التي استهدفت الشعب الصحراوي في وجوده, مثمنا عاليا "الدعم الذي ما انفكت تحظى به قضيتنا على المستوى الدولي, وبالأخص التضامن المنقطع النظير في تيمور الشرقية". من جهتها, ثمنت نائب البرلمان التيموري - سابقا- وأحد المؤسسين للجنة البرلمانية التيمورية للصحراء الغربية, لورديس بيسا , "الإنجازات التي حققتها جبهة البوليساريو والدولة الصحراوية في ظروف استثنائية, ودعت المغرب إلى استخلاص الدروس من التاريخ القريب الذي جمع إندونيسيا وتيمور الشرقية , الذي استهل باحتلال فظيع, ولكنه انتهى إلى علاقات نموذجية تقوم على التعاون الوثيق والإحترام المتبادل". وتوقف صديقا الصحراء الغربية في اليابان, آكيهيسا ماتسونو, وناوكو تسوياما, عند التضامن المتنامي الذي تحظى به القضية الصحراوية في بلدهما, مشيرين إلى "العمل الدؤوب على إقناع الشركات اليابانية بضرورة التوقف عن الإستثمار والمشاركة في نهب ثروات الصحراء الغربية, باعتباره عملا غير أخلاقي وغير قانوني". وفي نفس السياق, أكد الرئيس السابق للحزب الليبيرالي الأسترالي , في مقاطعة نيو ساوث ويلز, والقاضي سابقا في المحكمة العليا للمقاطعة, جون داود, إلى شرعية كفاح الشعب الصحراوي, داعيا إلى "العمل على كسب المزيد من التعاطف مع القضية الصحراوية العادلة", وهو ما ذهب إليه كل من الرئيسة السابقة للجمعية التشريعية في مقاطعة نيو ساوث ويلز, ميريديث بورغمان, وكين ديفيس من أستراليا, مؤكدان على ضرورة بذل المزيد من الجهود لتوسيع شبكة التضامن بما يخدم القضية الصحراوية. يشار إلى أن الندوة الافتراضية المنعقدة في أستراليا, احتفاء بالذكرى ال 45 لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية, شاركت فيها حوالي 40 شخصية من أستراليا, ونيوزيلاندا,و تيمور الشرقية واليابان. وكان وراء تنظيمها كل من منظمة أستراليا للصحراء الغربية, الحملة من أجل الصحراء الغربية بنيوزيلاندا, حركة التضامن التيمورية مع الصحراء الغربية ولجنة العلاقات الخارجية في جبهة البوليساريو.