كشف الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد يوم الأحد ببشار أنه سيتم تسجيل "كورنجي" و هي لهجة سكان واحة تبلبالة, كمحور أبحاث علمية وأكاديمية بهدف ضمان تكفل حقيقي بهذه اللهجة الفريدة المنطوق بها في الجزائر من قبل سكان هذه المنطقة (382 كلم جنوب بشار). وقال السيد عصاد في تصريح للصحافة على هامش زيارة العمل للمنطقة: "سنساهم في تسجيل هذه اللهجة بمساهمة جامعتي بشار وأدرار, وأيضا بواسطة ايفاد فريق من المختصين الوطنيين في هذا المجال لتثمين هذه اللهجة". وأضاف أن المحافظة السامية للأمازيغية ستجري اتصالات مع المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتسجيلها كمحور بحثي في اطار المخططات الوطنية للأبحاث, وأيضا لدى الأكاديمية الافريقية للغات, و توضح هذه اللهجة الإستمرارية المكانية والزمانية المدروسة بين الجزائر ومناطق جنوب الصحراء الكبرى على مدى آلاف السنين". وأشار السيد عصاد أن لهجة "كورنجي" هي مزيج من السونغاي والعربية والأمازيغية, و ان المحافظة التي يرأسها ستعمل على "تثمينها في اطار جهود المحافظة على المكونات الثقافية". ولدى تطرقه الى تعليم اللغة الأمازيغية بولاية بشار والذي يتم على مستوى ثماني مدارس ابتدائية فقط بمجموع 776 تلميذا يؤطرهم بيداغوجيا سبعة (7) معلمين مختصين, رافع الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية من أجل "تعميم تعليم هذه اللغة الوطنية ومراجعة القانون الاطار لمنظومة التربية الوطنية وادماج تعليم الأمازيغية, وهي اللغة الأم للعديد من الجزائريين في السياسة العامة للمنظومة المدرسية". ويرى السيد عصاد في هذا الصدد " أنه من غير المقبول تدريس لغة أجنبية لأبنائنا قبل تدريس اللغة الوطنية". وأكد أن هدف المحافظة السامية للغة الامازيغية هو "وضع قوانين الجمهورية في تناغم مع الحقيقة السوسيولوجية لبلدنا بما يتوافق مع الثوابت الوطنية التي تضمنها التعديل الدستوري الأخير,، وذلك حتى نتمكن من اعادة اعطاء حركية جديدة لمسار التعميم التدريجي لتعليم اللغة الأمازيغية عبر مجموع التراب الوطني". اقرأ أيضا : عصاد: مخطط لتعميم تدريس اللغة الأمازيغية عبر كل بلديات الشلف وبالمناسبة, اعلن عن لقاء بخصوص "خريطة لسانية للأمازيغية"في الجزائر سينظم قريبا بأدرار بمشاركة كافة المهنيين في هذا المجال بهدف وضع إستراتيجية لتطوير وتثمين اللغة الأمازيغية في الجزائر" وذلك من خلال إعداد قاعدة لتجسيد سياسة لسانية ترتكز على مخططات وبرامج علمية يمكن تجسيدها في الميدان. وأبرز أيضا أن اللغة الأمازيغية تشهد تطورا على المستوى الوطني. مثمنا الأهمية والإرادة القوية التي تبديها الدولة لتعميمها في المؤسسات التعليمية. وفي هذا الاطار, ذكر السيد عصاد أن عدد مدرسي الأمازيغية خلال الموسم الدراسي 1995-1996 على المستوى الوطني كان يقارب 233 معلما ليقفز الى 1.902 معلما في الموسم الدراسي 2014-2015 ، ويبلغ أكثر من 3.700 مدرسا سنة 2021, ما يعكس, كما قال, "عناية الدولة لتعميم هذه اللغة الوطنية". وقبل ذلك, زار الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية ثلاث مدارس ابتدائية ببلدية بشار التي اطلع بها على تدريس اللغة الأمازيغية. وقرر في هذا الصدد تدعيم رصيد المطالعة بهذه المؤسسات التعليمية بمختلف الكتب الأدبية باللغتين الوطنيتين, قبل أن يختتم هذه الزيارة لولاية بشار التي دامت يوما واحدا بعقد جلسة عمل مع مسؤولي وإطارات قطاع التربية.