تجددت الاحتجاجات بمدينة الفنيدق شمال المغرب يوم الأربعاء, تنديدا بتردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية و مطالبة بالقضاء على المعدلات القياسية للبطالة في تلك البلدة, حسبما نقلته مصادر إعلامية محلية. و خرجت أفواج عارمة من سكان الفنيدق الى الشوارع, حيث تجمعت أمام مقر عمالة المضيق-الفنيدق, تعبيرا عن رفضها لاستمرار إغلاق معبر /باب سبتة/ الحدودي, مطالبين السلطات بفتحه لإنقاذهم اقتصاديا. ورفع المحتجون شعارات "الشعب يريد لقمة العيش" و"ما بقينا لقينا ما ناكلو", وفق وسائل الاعلام المغربية. وأعرب المحتجون عن استيائهم لاستمرار إغلاق معبر /باب سبتة/ الدي تسبب كما قالوا في "أزمة خانقة" خاصة, في ظل "غياب البدائل الملموسة لتوفير قوتهم اليومي". وطوق المئات من المتظاهرين مقر باشوية المدينة التي تتاخم حدودها مدينة /سبتة/, بينما سعت السلطات إلى حشد قواتها لتجنب اختراق المحتجين لمقرها. وقالت بعض المصادر أن حاكم المدينة حاول ثني المتظاهرين عن الاستمرار في الاحتجاج, لكنه فشل في ذلك بينما رفع المتظاهرون شعارات ضده. من جهتهم, قدر شهود عيان عدد المتظاهرين ما بين 100 و300. وأظهرت لقطات فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي, أشخاصا ملطخين بدماء مصدرها شخص قام بإيذاء نفسه وسط المظاهرة بسبب غضبه من تلكؤ السلطات عن توظيفه كما قال شهود, بينما قال مصدر شارك في المظاهرة إن متظاهرا شرع في تمزيق أطراف من جسده بسكين حادة, فيما حاول آخر أن يلقي بنفسه من سقيفة مبنى مجاور. اقرأ أيضا : اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان مدعوة لحماية المدنيين الصحراويين تحت الاحتلال المغربي و انتقد المتظاهرون الحلول التي قدمت من قبل سلطات المدينة, معتبرين إن "السلطات وفرت العمل ل200 شخص من أجل إسكات الآلاف الآخرين". وضرب المحتجون موعدا للخروج غدا الجمعة في وقفة احتجاجية للتنديد بما تصفه الساكنة ب"تأزم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية", على خلفية إغلاق معبر مدينة /سبتة/, وتمديد إجراءات الإغلاق الليلي بسبب جائحة "كورونا" التي جعلت العديد من العاملين في القطاعات غير مهيكلة يعرفون صعوبة في توفير لقمة العيش. و قالت وسائل اعلامية مغربية, أن الاحتجاجات "تفجرت أمس بسبب الأزمة الخانقة التي طالت المدينة جراء إغلاق المعبر الحدودي /باب سبتة/, ومنع التهريب المعيشي, وفي ظل غياب بديل اقتصادي حقيقي وتردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية". وأضافت أن "غياب بدائل اقتصادية وخلق فرص للشغل, وتراجع الجهات المعنية عن وعودها اتجاه الساكنة دفعت بالمواطنين إلى الاحتجاج". و طالما حذر ناشطون محليون السلطات المحلية التي كانت مهتمة أكثر بإيقاف الاحتجاجات الأولى, من تقلب الأوضاع بشكل سريع في حالة لم تف بوعودها في توظيف الأهالي. وتلقي هذه الاحتجاجات بالشك في مقدرة السلطات المغربية على تهدئة الوضع المتدهور هناك, بعدما قدمت حزمة من الوعود لتوظيف الآلاف من الأهالي المحليين الذين كانوا يتظاهرون طيلة شهر فبراير الماضي. وكانت مدينة الفنيدق قد شهدت احتجاجات شهر فبراير الماضي ما يعيد إلى الأذهان الأحداث التي عرفها المغرب في السنوات الأخيرة بسبب مطالب اجتماعية كما كان الحال في منطقة الريف (شمال شرقي المغرب) وجرادة (شرقي المغرب), فيما تعالت أصوات فعاليات حقوقية وسياسية, منبهة إلى "خطورة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية".