انطلقت مساء يوم الجمعة، من جزيرة تنريفي بالأرخبيل الكناري فعاليات "مسيرة من أجل حرية الشعب الصحراوي" التي نظمتها المنظمة من طرف الحركة الإسبانية للتضامن مع الشعب الصحراوي والتي ستجوب كافة المدن والقرى الإسبانية باتجاه العاصمة مدريد. وحسب تقارير إعلامية صحراوية, فقد شارك في تظاهرة أمس, جمعيات الجالية الصحراوية وجمعية التضامن الكنارية وحشد من أعضاء الجالية الصحراوية بالجزيرة, بالإضافة إلى نقابيين ورياضيين وفنانين تشكيليين وممثلين عن المجتمع المدني الكناري وعدد كبير من المتضامنين مع كفاح الشعب الصحراوي. وافاد المصدر, أن المسيرة إنطلقت من شاطئ لوس كرستيانوس, أين توجد رمال ذهبية منهوبة من الأراضي المحتلة و دون موافقة الشعب الصحراوي, حيث جابت المنطقة السياحية بأكملها, المتظاهرون الصحراويون رددوا شعارات مؤيدة لكفاح الشعب الصحراوي ولوحدات الجيش الصحراوي وتضمانا مع نضالات جماهير الأرض المحتلة ضد سياسات الإحتلال المغربي. ولاقت المسيرة تجاوبا وتضامنا كبيرا من الكناريين والسياح وكذا الجالية الفلسطينية حيث عبر الجميع عن تضامنه مع القضيتين الفلسطينية والصحراوية فإختلطت فيها أعلام الدولتين المحتلتين ونادى الجميع بالحرية لشعبيهما ورفض الإحتلال الغاشم المفروض على كليهما. واختتمت التظاهرة أمام المركز الثقافي للبلدية أين تمت قراءة البيان والإعلان عن تفاصيل المسيرة التي ستجوب معظم بلديات الجزيرة. وستستمر التظاهرة عبر عدة مدن اسبانية حيث تتفرع عنها عدة أجنحة تنطلق من مختلف المقاطعات الاسبانية لتلتئم جميعها بالعاصمة الإسبانية مدريد يوم 19 يونيو القادم يصاحبها تنظيم عدة أنشطة موازية بدعم مباشر من عالم الثقافة. ومن المقرر أن يشهد جبل "تيدي" الجناح الجنوبي لمدينة "كاديث" الأندلسية, المسيرة لتجوب مقاطعة الأندلس الكبرى الى غاية حلول 5 يونيو القادم. وعلى مستوى مقاطعة "كانطابريا" (الشمال), سينطلق الجناح من مدينة "كاصترو أورذياليس" ليلتقي يوم 10 يونيو القادم مع مسيرة "كاصتيا إليون" قبل الوصول الى مدريد يوم 18 من نفس الشهر. يضاف الى هذا خروج أجنحة من بلاد "الباسك" بتاريخ 20 يونيو إنطلاقا من مدينة "إيرون". ومن مدينة "أليكانتي"(شرق)- إحدى ولايات "بالينثيا"-, سينطلق الجناح بتاريخ 1 يونيو المقبل, وبعد الإنتهاء من 15 مرحلة, يصل الى مدريد في الموعد المحدد لوصول المسيرة وهو 18 يونيو. و بمقاطعة "كاصتيا لامانتشا", من المقر ر أن يقطع المشاركون 14 مرحلة سيرا على الأقدام, تبدأ من مدينة "ألباثيطي" في 5 يونيو لتتشك ل مجموعة أخرى ضمن هذا الجناح. والى جانب هذه الأجنحة الرسمية الثلاثة, تعتزم عدة مقاطعات المشاركة في المسيرة الكبرى, بطرق مختلفة, فعلى سبيل المثال لا الحصر, قر رت مقاطعة "غاليثيا" تحديد مسلك مرورا بجبل"غوزو" الى غاية إحدى ساحات مدينة "سانتياغو", وبالموازاة مع ذلك تتواصل الأنشطة خلال المسيرة. وبمقاطعتي كل من "كطالونيا" و "إكستريماذورا", ستجري وقائع مسيرات على الأرجل تصاحبها أنشطة ثقافية. وأبرز ممثل جبهة البوليساريو في اسبانيا, عبد الله العرابي, أن هذه المسيرة "الضخمة جاءت فكرة تنظيمها بشكل عفوي من مبادرات المواطنين البسطاء, في ضوء غياب الحل من جانب المجموعة الدولية, وعدم مبالاة الحكومة الإسبانية, الامر الذي أدى الى خرق وقف إطلاق النار من الجانب المغربي". قال العرابي "ها هو الشعب الصحراوي بإصراره يظهر صبره وثقته في التوصل الى الل السلمي طوال 29 سنة, وبنفس الإصرار يبين مواصلة المسيرة بالكفاح الى غاية نيل إستقلاله الوطني على كامل ترابه". أما الممثل الإسباني ويلي طوليظو, فقد أعرب عن الأسف كون وسائل الإعلام الإسبانية في مجملها لا تغطي ما يجري من أحداث بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية, "على أن المسؤولية السياسية والقانونية تقع على الحكومة المركزية الإسبانية", منددا بالخروقات السافرة لحقوق الإنسان بحق المدنيين الصحراويين.