تنظم رابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل، يوم الاثنين بواغادوغو عاصمة بوركينافاسو، ورشة العمل ال12 لأعضاء مكتبها التنفيذي تحت عنوان: " في سبيل معالجة التطرف: قبول الآخر من التنظير إلى الممارسة". وتهدف هذه الورشة التي يتم تنظيمها بالتعاون مع وحدة التنسيق والاتصال لدول الساحل، بمشاركة ممثلين عن الدول الأعضاء والملاحظين في الرابطة، إلى رصد ظاهرة التطرف في التعامل مع الآخر، وذلك انطلاقا من الشعور ب"المعاناة الكبيرة والحمل الثقيل" الذي يحتم على عدد من الدول بسبب هذا الفكر، معالجة أسئلة عديدة تتعلق بكيفية التعامل مع الآخر. إقرأ أيضا: رابطة علماء وأئمة دول الساحل: الإرتكاز على البعد التربوي لربح معركة مكافحة التطرف وتعتبر الرابطة في عرضها لأسباب تنظيم هذه الورشة، أن العالم يعيش اليوم حالة من "التدافع الكبير"، بين المجتمعات المختلفة، وداخل المجتمع الواحد أيضا، وبدل أن يتعاطى الناس في خلافاتهم بأسلوب الحوار والنقاش فإنهم يعمدون في الأعم الغالب إلى استعمال أساليب "مرفوضة دينيا وإنسانيا فينتهجون الإقصاء والعنف بشتى أنواعه". ومن هنا، تعيش المجتمعات حالات من التطرف والغلو بسبب هذا الأسلوب في التعامل مع الآخر ، حيث ترى الرابطة أن رفض الآخر "فكرة ولونا وجنسا"، يقف وراء أكثر النزاعات، ثم يتم تجنيد الناس بعد ذلك في تبرير هذا الرفض باستعمال أكثر الأساليب إقناعا وتأثيرا من منطلق "الدين والتدين"، على اعتبار أن رفض الآخر "موقف شرعي كما يتصور هؤلاء". ويسعى المشاركون في هذه الورشة إلى الخروج بتوصيات من أجل رسم خارطة طريق تدعم جهود الرابطة في مكافحة التطرف العنيف بكل أشكاله. وعقب الانتهاء من أشغال الورشة التي تدوم يومين، ستنظم الرابطة بعد غد الأربعاء، جمعيتها العامة العادية التي كان من المقرر تنظيمها سنة 2020، وتم تأجيلها بسبب الأزمة الصحية العالمية، ويأتي ذلك تطبيقا للنظام الداخلي للرابطة الذي ينص على تنظيم جمعية عامة كل ثلاث سنوات لانتخاب هياكلها الإدارية. للإشارة، تضم رابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل 11 عضوا، يتشكلون من الأعضاء الثمانية دائمي العضوية في وحدة التنسيق والاتصال لدول الساحل الإفريقي ومقرها بالجزائر العاصمة وهم (الجزائر، بوركينا فاسو، ليبيا، موريتانيا، مالي، النيجر، نيجيريا وتشاد)، إضافة إلى الأعضاء الملاحظين الثلاثة في نفس الخلية وهم: (غينيا والسينغال وكوت ديفوار).