اعتدت عناصر تابعة للأمن المغربي, اليوم الأربعاء, بالضرب على الناشطة الحقوقية سلطانة سيد ابراهيم خيا و اختها الواعرة, و مجموعة من المناضلين الصحراويين, قدموا لمنزل عائلتها للتضامن معها, ما خلف اصابات عديدة في صفوفهم. و قالت اللجنة الاعلامية بمدينة بوجدور المحتلة في بيان لها, "أقدمت مجموعة كبيرة تابعة للأجهزة القمعية المغربية على التدخل بشكل وحشي في حق مجموعة من المناضلين والمناضلات الصحراويين أثناء قدومهم لمنزل عائلة المناضلة سلطانة سيد ابراهيم خيا للتضامن والتآزر معها". حيث تعرضوا, يضيف البيان, "للضرب والتعنيف والسحل", وقد خلف "هذا التدخل الجبان عدة اصابات في صفوفهم, نذكر منهم: زينب امبارك بابي, فاطمة محمد الحافظ, حسنة دويهي, سلطانة سيد ابراهيم خيا, الواعرة سيد ابراهيم خيا". وافادت الناشطة الحقوقية الصحراوية, في تصريحات اعلامية, للموقع الاخباري "الشبكة الجزائرية للأخبار", أن هناك "انتهاكات جسيمة" لحقوق الانسان في الصحراء الغربية, أمام "صمت رهيب" للمجتمع الدولي, الذي لم يحرك ساكنا تجاه الممارسات القمعية لنظام الاحتلال المغربي, مستدلة بما تتعرض له و عائلتها من حصار امني جائر منذ 317 يوما, ناهيك عن "التعذيب النفسي و الجسدي من تنكيل و سحل و اعتداء و تحرش جنسي وصل الى حد الاغتصاب". وتروي ما تعرضت له الايام الاخيرة, قائلة "اقتحمت قوات الاحتلال المغربي يوم 22 اغسطس منزل عائلتي بمدينة بوجدور المحتلة, وقامت برش البيت و كل من فيه بمادة كيميائية سامة تدعى "الضربان" و هي من المواد التي يستعملها الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني", مشيرة الى ان هذه المادة تؤثر جسديا و نفسيا على الانسان, جراء رائحتها الكريهة و مفعولها الخطير. وابرزت ذات المتحدثة, أن قوات الاحتلال قامت بنقل فيروس كوفيد-19 لها, ما تسبب في فقدانها حاسة الشم و الذوق, لتفقد بعدها القدرة على الحركة, جراء المادة السامة التي تم رشها بها, و ما زاد من خطورة الوضع, حسبها, منعها من العلاج و جلب الدواء, كما تمنع كل الزيارات, بما فيهم احدى قريباتها التي تشتغل كممرضة, مشيرة الى أنها لم تستطع استرجاع القدرة على الحركة الا بعد شهر من الالم الذي كادت ان تفقد فيه حياتها لولا مساعدة عائلتها. ولفتت سلطانة خيا, الى أن قوات الامن المغربي تسعى بكل الطرق الى محاولة تصفيتها جسديا, بسبب مواقفها السياسية, و نضالها في سبيل تمكين شعبها من حقه في الحرية و الاستقلال. وتناشد عضو الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي, أحرار العالم من أجل انقاذ حياتها و حياة الشعب الصحراوي الذي يعاني منذ 1975 إلى يومنا من مختلف الممارسات الدنيئة الحاطة بالكرامة الانسانية, و حرمانه من حقه في التعبير. كما تناشد مجلس الأمن الدولي, للتدخل العاجل من أجل حماية الشعب الصحراوي, الذي يعيش في حالة حرب, مطالبة بالضغط على الاحتلال المغربي من أجل توفير الحماية المدنية سلامة الشعب الصحراوي في المدن المحتلة. جدير بالذكر, أن المناضلة الصحراوية سلطانة خيا, تعرضت عدة مرات لمحاولة تصفيتها, على يد "بلطجية" الاحتلال المغربي عن طريق استهدافها ب"مادة خطيرة". كما تم رميها خلال هجوم على منزل عائلتها بداية شهر مارس الماضي, بخشبة بها آلة حادة لاصطياد الحوت, إلا أنها نجت من محاولة التصفية, كما تتعرض ذات المناضلة الى "اعتداءات متكررة" منذ الهجوم على منزلها في 13 فبراير الفائت, ما تسبب لها في اصابة بليغة على مستوى العين اليمنى والوجه. وكانت سلطانة خيا, قد وجهت رسالة الى منظمة الاممالمتحدة, تدعوها فيها الى تحمل مسؤولياتها تجاه "الانتهاكات المغربية الخطيرة" ضد الصحراويين العزل بالمناطق المحتلة و "اتخاذ موقف حاسم و ملموس بشأنها, بدل الوقوف موقف المتفرج". وأبرزت سلطانة خيا - التي تفرض عليها قوات الاحتلال المغربي الاقامة الجبرية في مدينة بوجدور المحتلة - أنه "لم يعد مستساغا القبول بهذا الموقف السلبي للأمم المتحدة وأصبح من الحاجة الملحة اتخاذ موقف حاسم عوض الوقوف موقف المتفرج والشاهد الحاضر ميدانيا, الغائب فعليا بتغاضيه على الممارسات المقيتة لنظام استعماري مستحكم يعتبر نفسه فوق القانون وفوق الجميع".