ووري الثرى بعد ظهر يوم الأحد بمقبرة عين البيضاء (وهران) جثمان المجاهد عبد الغني عقبي المدعو "سي عمار" الذي وافته المنية السبت عن عمر ناهز 88 سنة بعد مرض عضال. وشيعت جنازة الفقيد في جو مهيب بحضور والي ولاية وهران سعيد سعيود وقائد الناحية العسكرية الثانية اللواء حاج لعروسي جمال والسلطات المحلية المدنية والعسكرية والأسرة الثورية وكذا أسرة الفقيد وجمع من المواطنين. وأبرز وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة في كلمته التأبينية قرأها نيابة عنه مدير المجاهدين لولاية معسكر والمدير بالنيابة بوهران راجي محمد نذير بأن "الجزائر عامة والولاية الخامسة التاريخية من أقصى جنوبها إلى شمالها فقدت واحدا من مجاهديها الأشاوس وأبنائها البررة المجاهد الشهم ضابط جيش التحرير الوطني سي عقبي عبد الغني". وذكر الوزير أن "تلك الخصال التي تحلى بها هذا الوطني المخلص الذي نشأ وسط أسرة غنية بمبادئها الوطنية مما جعله ينخرط وهو شاب يافع في صفوف جيش التحرير الوطني بالولاية الخامسة التاريخية, التي تدرج في مختلف رتبها القيادية إلى أن أوكلت له مهمة قيادة المنطقة التاريخية الثامنة بالصحراء". اقرأ أيضا: المجاهد عبد الغني عقبي في ذمة الله وأشار السيد ربيقة إلى أن "الفقيد شارك وقاد معارك كبرى بجيشه الطلائعي التي لقن فيه المستعمر بشجاعته دروس في التضحية ونكران الذات وظل على ذلكم العهد مخلصا وفيا لتضحيات الشهداء الى غاية تحقيق الاستقلال الوطني". وأضاف بأن الراحل "واصل كفاحه مع طلوع شمس الحرية والاستقلال لتشييد صرح الجزائر ,فكان الخادم الوفي لوطنه في كل المناصب التي تولاها والمهام التي أوكلت له وأداها على أحسن ما تؤدى المهام فكان إداريا محنكا وسياسيا قديرا وديبلوماسيا مشهودا له بالكفاءة والحكمة ورجل الدولة الذي لا يشق له غبار في كل الأحوال وفي كل الظروف". وأردف الوزير "الفقيد, رفيق الشهداء والمجاهدين, اختاره الله للجهادين, جهاد التحرير وجهاد البناء والتعمير, وأودع في قلبه حب الوطن فبقي وفيا لرسالة رفاقه الشهداء والمجاهدين من أمثال لطفي وعبد الحفيظ بوصوف وهواري بومدين والعقيد عثمان وغيرهم مما لا يتسع المقام لذكرهم, عليهم رحمة الله أجمعين, وبقي ينقل للأجيال مناقبهم وملاحمهم وبطولاتهم ويحفظ قيم ذاكرتهم حتى يشبوا عليها وعلى خدمة الوطن والتضحية في سبيله". وقد التحق المجاهد الراحل عبد الغني عقبي بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1956 حيث كلف بعدة عمليات عسكرية لتحضير وحدات جيش التحرير الوطني بالجنوب الغربي للوطن وخاض عدة عمليات ثورية ضد المستعمر الفرنسي كما أسندت إليه مهمة قيادة المنطقة الثامنة بالولاية الخامسة التاريخية. وبعد الاستقلال تقلد عدة مناصب حيث شغل منصب والي كل من ولايات سطيف وباتنة وقسنطينة وسعيدة ووهران كما تقلد مناصب وزير السياحة ووزير التجارة وبالسلك الدبلوماسي حيث كان سفيرا للجزائر بإيطاليا وتونس والصين ومالي. كما تم تعيينه في سنة 2004 عضوا بمجلس الأمة.