أبرز الدكتور نزيم غرابي, مختص في طب وجراحة الكلى, اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة, أهمية إجراء تحاليل طبية للتشخيص المبكر لسرطان البروستات بدءا من سن ال50 للوقاية من الإصابة وتفادي تعقيداتها في حال ظهورها. وأوضح ذات المختص خلال يوم تحسيسي بمناسبة "شهر نوفمبر الأزرق لمكافحة سرطان البروستات", أن هذا الأخير من بين أنواع السرطانات التي يمكن تشخيصها بدءا من سن ال50 عن طريق تحاليل الدم, فيما ينصح بذلك بدءا من سن ال45 لدى الأشخاص الذين لديهم سوابق مرضية عائلية ومعرضون للإصابة مسبقا. ويظهر سرطان البروستات المرتبط بعامل السن ويوصف ب"الداء الصامت" بغدة الجهاز التناسلي للرجل ويتطور انطلاقا من نسيج البروستات عند تكاثر الخلايا بصفة عشوائية. وفي هذا الصدد, قال الدكتور غرابي خلال هذا اليوم التوعوي الذي نظم بالتعاون مع جمعية طلبة الطب, أنه إذا ظهرت أعراض سرطان البروستات فذلك يعني أن حالة المصاب قد تطورت إلى مراحل معقدة تستدعي علاجا دقيقا. وشدد من جهة أخرى على حملات التوعية والتحسيس قصد التشخيص والكشف المبكر لهذا النوع من السرطان وإدراج العلاج خلال المراحل الأولى للمرض. وأكد من جهة أخرى أن تحليل الدم يمكن أن يعطي نتائج سلبية في الوقت الذي يكون فيه الشخص مصابا, داعيا إلى إضافة تحاليل أخرى "أكثر دقة" لإثبات الإصابة بالمرض. وأشار الى المراحل الأولى للإصابة عندما تكون على مستوى منطقة معينة والثانية عندما تتجاوز حدود هذه المنطقة والثالثة عندما تتطور وتنتشر ببقية أعضاء الجسم الاخرى, لاسيما على مستوى العظام. وتستدعي المرحلة الأولى العلاج عن طريق الجراحة لاستئصال الورم والثانية العلاج الكيميائي والاشعة, فيما تتطلب المرحلة الأخيرة المرافقة النفسية والاجتماعية للمريض لا غير. وبخصوص الترسانة العلاجية, قال ذات المختص أن سوق الأدوية الوطنية تتوفر على "جميع أصناف الأدوية" وأن "معظمها معوض من طرف الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي", مبرزا أن النقائص المسجلة في الميدان راجعة إلى "قلة الاعلام وضعف الحملات التوعوية في أوساط المجتمع". ويصنف سرطان البروستات في الجزائر من بين أنواع السرطان الخمسة الأكثر انتشارا, حيث يأتي في المرتبة الثانية لدى الرجال بعد سرطان القولون والمستقيم.