اعتبرت مديرة المتحف العمومي الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط، السيدة هجيرة ركاب، يوم الاثنين بالجزائر العاصمة، أن المتاحف "بحاجة الى مخططات إستعجالية تأمينية لضمان وحماية الممتلكات الثقافية" مشيرة الى قلة المختصين في مجال الترميم الثقافي والفني في الجزائر. في مداخلتها في افتتاح اشغال اليومين الدراسيين "حفظ وترميم الممتلكات الثقافية ..صحة وأمن" المنظمة من طرف المتحف العمومي الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط بقصر الثقافة مفدي زكرياء, أشارت هجيرة ركاب الى ضرورة وضع مخططات إستعجالية تأمينية لضمان وحماية الممتلكات الثقافية التي تكون عرضة في بعض الاحيان الى "عمليات السطو وكذا لمخاطر الكوارث الطبيعية على غرار الحرائق والفيضانات ". كما أشارت السيدة ركاب, إلى وجود عدد قليل فقط من المختصين في مجال الترميم الثقافي والفني في الجزائر, داعية إلى "وضع الثقة في الطاقات الشابة الجامعية المختصة في مجال الترميم من الجامعيين ممن يمتلكون مهارات عالية". من جانبه, تناول عراب صباح عبد القادر, رئيس مصلحة الجرد والصيانة والترميم بمتحف الآثار الإسلامية بتلمسان, أهم الوسائل للحد من المخاطر المتعددة والمتنوعة التي تواجه أمن واستقرار المتاحف و لذا وجب إتخاذ جميع التدابير وتوفير مختلف الأجهزة والوسائل (كاميرات - اجهزة إنذار - المطافئ- السياج الخارجي) التي من خلالها يمكن ضمان سلامة المبنى المتحفي بما يحتويه من مجموعات فنية وتاريخية ". واستعرض ذات المتحدث أهم نتائج الدورة التدريبية التي شارك فيها في مجال "أمن المتاحف " -- سواء بناية المتحف او اللقى الأثرية والمجموعات الفنية والتاريخية -- في إطار الاتفاقية ما بين وزارة الثقافة والإتحاد الأوروبي حيث تم إعداد مخطط امني نموذجي شامل وناجع لتأمين المتاحف بغية الحد من مختلف ما يهددها على غرار السرقة والحرائق الكوارث الطبيعية. من جهته تطرق مدير متحف إتيان دينيه ببوسعادة --المختص في ترميم الأعمال الفنية -- , إسماعيل بن سالم, إلى أهمية "تقنية الصورة العلمية" وهي طريقة استقصائية جد متطور لخدمة الفن ودورها في الحفظ حيث يتم تجميع صور بمختلف التقنيات والبيانات لإنشاء قاعدة بيانات تخص اللوحة لتصبح بمثابة ملف طبي". و استعرض ذات المتحدث, الذي استفاد من دورة تكوينية في مجال الترميم الفني بمتحف اللوفر بفرنسا نماذج من مراحل ترميم اللوحات الفنية بتوظيف الوسائل التقنية والوسائط الحديثة لخدمة الفن والحفاظ على الموروث الثقافي والفني ونقله للأجيال القادمة. و أكدت مديرة المتحف العمومي الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط , السيدة هجيرة ركاب , أن الهدف من تنظيم هذا اللقاء العلمي هو "التحسيس بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي وترميمه وصيانته والوقوف عند مختلف الجهود المبذولة من طرف المختصين وتقييم تدخلاتهم في مجال الحفظ والترميم على الممتلكات الثقافية فضلا على تسهيل وضع شبكة عمل مابين الفاعلين بهدف تبادل الخبرات". و أشارت في ذات الصدد, إلى أن هذا اللقاء العلمي مناسبة سانحة لتكوين "نظرة حول ما تم تحقيقه وإنجازه خلال العشرية المنصرمة فيما يتعلق بعمليات ترميم الاعمال الفنية على مستوى المتاحف من طرف القائمين على الحفظ والترميم و استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة المتاحة و المعطيات القابلة للإستغلال من أجل ضمان أمن وسلامة التحف والأعمال الفنية وكذا صحة وأمن الطاقم داخل فضاء المتاحف". و تتواصل اشغال اليوم الثاني من اللقاء العلمي غدا الثلاثاء بمكتبة قصر الثقافة مفدي زكرياء بتقديم مجموعة من المداخلات حول حماية المخطوطات من الكوارث, دراسة وحفظ وترميم التحف الفنية الرخامية في المباني الأثرية و التراث المعماري التقليدي الجزائري.