احتفلت إدارة الحظيرة الوطنية بلزمة بولاية باتنة باليوم الدولي للجبل المصادف سنويا ل11 ديسمبر بتنظيم رحلة تجوال على الأقدام على مسافة 14 كلم لفائدة عشاق الطبيعة لتمكنهم من اكتشاف سحر المناطق الخلابة التي تزخر بها هذه المحمية التي تشتهر بأشجار الأرز الأطلسي. ولم تثن الأجواء الماطرة والبرودة الشديدة وكذا الضباب الذي كان حاضرا بقوة بداية هذا الأسبوع على مختلف أنحاء قطاع المحافظة فسديس التابع للحظيرة الوطنية بلزمة، من عزم هواة التجوال وأغلبهم من طلبة معهد العلوم البيطرية والزراعية بجامعة باتنة1، الذين استعدوا أمس السبت للرحلة وأصروا على اكتشاف غابات هذه المنطقة ولو حتى تحت المطر. وكانت البداية من غابة جرمة من المنحدر الشرقي عبر مسلك يمتد عل مسافة 14 كلم، قطع فيها المشاركون في الجولة ويزيد عددهم عنِ100 متجول بين طلبة وأساتذة و إطارات في حظيرة بلزمة مناطق جبلية تزخر بأصناف نباتية متنوعة. وتخلل رحلة التجوال التي ميزها تهاطل متقطع للأمطار الوقوف عند محمية غزال الجبل التي استحدثت، حسب ما أكده ل/وأج/، مدير حظيرة بلزمة محمد الأمين دهيمي، نهاية الثمانينات خصيصا لاستقبال أزواج الغزال الجبلي وقامت إدارة الحظيرة حينها بوضع سياج لها وفق برنامج سطرته للمحافظة على الصنف وحمايته من الاندثار. لكن العملية لم تكتمل -- يضيف المصدر - وساهمت العشرية السوداء فيما بعد في اندثار هذه المحمية التي كان الهدف منها الإبقاء على غزال الجبل بالمنطقة وخصوصا بالحظيرة الوطنية بلزمة. وبعدها توقف المشاركون في الجولة في نهاية المسلك عند بيت خشبي يستغله الحراجيون في خرجاتهم الميدانية لتستأنف بعدها الرحلة التي كانت تقتطع بين الفينة و الأخرى لتقديم شروح عن التنوع النباتي والحيواني بالحظيرة وصولا إلى جبل كاسر و منبعه المعدني بالجهة الشمالية الغربية من المحمية. وتم التعرف بالمناسبة على أصناف نباتية بموطنها الطبيعي ومنها أشجار البلوط الأخضر والفستق والصنوبر الحلبي الطبيعي وأيضا المغروس وكذا الأرز الأطلسي وعديد النباتات الطبية، حيث أوضح السيد دهيمي أن بعض هذه المناطق لم تطأها قدم زائر من قبل. وأكد أن التنسيق جار مع مديرية السياحة والصناعة التقليدية محليا من أجل تكوين مرشدي جبال بالحظيرة الوطنية بلزمة تشجيعا للسياحة بها. ولم يخف من جهته مدير معهد العلوم البيطرية والزراعية بجامعة باتنة 1 المجاهد المتوفى الحاج لخضر، السيد ياسين بغامي، أهمية هذه الجولات للباحثين سواء أكانوا أساتذة أو طلبة بالنظر لغنى حظيرة بلزمة وتنوعها البيولوجي للعمل على حمايته وأيضا التعريف به . وفيما يخص المصورين الذين وثقوا بعدساتهم هذه الخرجة الميدانية التي كانت حسب الطلبة والمشاركين في رحلة التجوال جد مثمرة فأكدوا وكان من بينهم مصور وأج العلمي بلمختار أنها فرصة لعشاق الطبيعة لاكتشاف جمال ما تحتويه هذه المناطق الجبلية الساحرة . وسبق لإدارة الحظيرة الوطنية بلزمة أن نظمت عديد الخرجات الاستكشافية لفائدة عشاق الطبيعة والتجوال في الجبال وحتى ممثلين لبعض الوكالات السياحية للترويج لما تحتويه من كنوز طبيعية .