أكد الوزير الأول الصحراوي، بشرايا حمودي بيون، يوم الثلاثاء، أن قرار عقد الندوة ال46 للتضامن مع الشعب الصحراوي ومساندته (ايكوكو)، السنة المقبلة في ألمانيا، يحمل دلالات قوية، على اعتبار أن الأخيرة دولة قوية في الاتحاد الأوروبي ومن شأن ذلك أن يكون له الأثر الايجابي على القضية الصحراوية. و أوضح بشرايا بيون في تصريح ل/وأج أنه تقرر عقد الطبعة المقبلة من ندوة "ايكوكو" بألمانيا، الأمر الذي سيكون له الأثر الايجابي على القضية الصحراوية "حيث أن كل الدول التي تمضي في فلك ألمانيا ستمضي في نفس نهجها، الى جانب أن ألمانيا دولة قوية في الاتحاد الأوروبي، ومنه فاحتضانها للندوة ذات البعد الدولي مهم جدا". و أضاف الوزير الأول الصحراوي أن انعقاد الندوة المقبلة في ألمانيا يكتسي أهمية كبيرة، خاصة وأنها المرة الأولى التي ستحتضن الأخيرة "ايكوكو"، في وقت سبق عقد الطبعات الأخرى في اسبانيا وفرنسا والبرتغال والنمسا. وحول أهمية الطبعة المنعقدة في جزر الكناري بإسبانيا، يومي 10 و 11 ديسمبر، قال السيد بيون إن "اختيار جزر الكناري التي احتضنت الطبعة ال45، يحمل رسالة قوية جدا، خاصة وأنها هي اقرب نقطة أوروبية للصحراء الغربية، إذ تبعد عنها 100 كم فقط"، و أردف : "هي رسالة سياسية موجهة للساسة الاوروبيين وحتى ساسة المغرب، على أن الحركة الدولية والأوروبية قررت أن تواصل تضامنها ودعمها للشعب الصحراوي". و أشار الوزير الأول الصحراوي إلى ان سلطات حكومة جزر الكناري التزمت بحضور الندوة، من خلال مشاركة نائب الرئيس في الفعاليات، الى جانب السلطات الكنارية، "و كان الخطاب واضحا، بأن خيارهم هو دعم الشعب الصحراوي". كما تم إبراز العلاقات التاريخية الصحراوية الكنارية، خلال الندوة، حسب المسؤول الصحراوي، والقول "إنه من خيارات التعاون في المستقبل بعد الجزائر طبعا، سيكون بين الصحراء الغربية والكناري". وذكر السيد بيون أن الندوة في طبعتها ال45 "شهدت تضامنا قويا مع الصحراويين في الأراضي المحتلة، ومع المناضلة والناشطة الصحراوية سلطانة سيد ابراهيم خيا، وصمودها ومقاومتها لقوات الاحتلال المغربي طيلة سنة كاملة". وفي السياق، أبرز أن "المشاركين أظهروا تأييدا قويا لقرار الجبهة الشعبية والحكومة الصحراوية في العودة الى الكفاح المسلح، لأنه بعد 30 سنة، لا المغرب تقدم في مخطط التسوية، ولا المجتمع الدولي فرضه على المغرب، حيث كان هناك تسامح الى درجة التواطؤ من قبل مجلس الأمن، أمام رفض المغرب المستمر لقرارات هذا الأخير". و أضاف : "وبالتالي المشاركين أكدوا أنه أمام تقاعس مجلس الأمن وتواطؤه مع المغرب كان لابد من العودة الى الكفاح المسلح". ووصف بشرايا بيون، نص اللائحة الختامية لندوة "ايكوكو" في طبعتها ال45، ب"القوي وشديد اللهجة تجاه المغرب و اسبانيا التي تدعم المغرب بسكوتها ومساندته تحت الطاولة، و أساسا هي الدولة التي لازالت لم تستكمل تصفية الاستعمار، وفرنسا التي لديها موقفا معلنا وواضحا ولم تكن يوما صديقة للصحراء الغربية". كما توقف عند إحدى الورشات التي احتضنتها الندوة، معتبرا أن ورشة "الثروة الطبيعية" من الورشات التي كان لها دورا قويا خلال الندوة، حيث تم في الوثيقة النهائية لهذه الورشة "التنديد بالموقف الأوروبي، فبدلا من احترام قوانين محكمة الاتحاد الاوروبي قامت بعض الدول بالبحث عن طريقة لمراجعتها". وعلى كل حال، يقول الوزير الأول الصحراوي، "لا يوجد تخوف لدينا فيما يخص الاستئناف، لأن هناك 3 مواقف أوروبية صدرت من محاكم أوروبية لصالح الصحراويين، ولكن الاتحاد الاوروبي سيربح عامين آخرين من نهب ثرواتنا الطبيعية في الأراضي المحتلة، وهذه الخلفية تجعل اسبانيا مسؤولة عما يحدث كون أغلب السفن الأوروبية هي سفن إسبانية". ولفت بشرايا بيون إلى أن انعقاد فعاليات الندوة تزامن مع فوز المنتخب الجزائري على نظيره المغربي ومروره الى الدور نصف النهائي لكأس العرب، ما دفع بالجالية الصحراوية في جزر الكناري الى الخروج للشوارع والاحتفال بهذا التأهل، وحتى الجاليات الصحراوية في أوروبا والأراضي الصحراوية المحتلة فعلت نفس الشيء. وتابع بالقول : "خروج المواطنين الصحراويين في كل المدن المحتلة لمقاسمة الجزائريين فرحة الفوز، رسالة لقوات الاحتلال المغربي، وليست المرة الأولى التي يفعلون ذلك، فهم يستغلون كل فرصة للخروج ومواجهة المغرب في اطار النضال والكفاح، وخروجهم هذه المرة هو وقوف ودعم للجزائر ولمنتخبها". يشار إلى أن الندوة ال45 لدعم الشعب الصحراوي، شهدت تسليط الضوء على مسألة حقوق الانسان بالأراضي الصحراوية المحتلة، ونهب ثروات هذا البلد المحتل بتواطؤ فاضح من بعض القوى الأجنبية، الى جانب التطرق الى قضية التعتيم الاعلامي المفروض دوليا على الأراضي الصحراوية المحتلة، والوسائل الواجب اعتمادها من أجل تعزيز الدولة الصحراوية سيما من خلال الجهود الدولية المشتركة قصد التوصل الى تسوية للنزاع و وضع حد للاحتلال.