تميز اليوم الأول من زيارة الدولة التي يقوم بها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون الى تونس بنشاط مكثف توج بالتوقيع على 27 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي مست مجالات متنوعة. و تتعلق هذه الاتفاقيات التي وقعت بالقصر الرئاسي بقرطاج, على وجه الخصوص مجالات تعاون حيوية من بينها تنمية المناطق الحدودية من خلال اتفاقيتين تتعلقان بالتوأمة بين ولايتي جندوبة والطارف وكذا الكاف التونسية وسوق اهراس. كما شمل التوقيع على جملة من الاتفاقيات والمذكرات مست قطاعات التعاون في مجال القضاء, البيئة, التشغيل,الطاقة, الصيد البحري,المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والناشئة, الصناعة الصيدلانية, التربية والتكوين المهني, الشؤون الدينية و التبادل بين الإذاعات وغيرها. و قبل التوقيع على الاتفاقيات اجرى رئيس الجمهورية محادثات على انفراد مع نظيره التونسي قبل ان تتوسع الى وفدي البلدين. اقرأ أيضا: الجزائروتونس توقعان على 27 اتفاقية تعاون تمس العديد من المجالات و بمناسبة هذه الزيارة عقد الرئيس تبون ندوة صحفية مشتركة مع الرئيس قيس سعيد اكد فيها حرص البلدين على "الدفع بالتعاون الثنائي في مختلف المجالات" من أجل الوصول إلى "اندماج اقتصادي وآفاق وحدوية وموحدة ومشتركة", وذلك في إطار "جهود مشتركة ومتواصلة لتمتين علاقات الأخوة المتجذرة بين الشعبين الشقيقين". كما شدد على أن هذا الحرص ينبثق عن "إرادة متقاسمة ويترجم التوجه الاستراتيجي الذي نطمح إلى أن يقوم على الاستغلال الأمثل لمقومات التقارب الإنسانية والتاريخية والثقافية". و لدى تطرقه إلى بعض النزاعات بين الدول الشقيقة, أعرب السيد تبون عن أمله في أن تسهم قمة الجزائر في تحقيق "الوئام" والتقريب بين هذه الدول, مشيرا إلى أن معرفته بما يجري في العالم العربي تجعله يتفاءل, على اعتبار أنه "لا توجد خلافات كبيرة بين الدول العربية, إلا ما يتعلق بعدم قبول سياسة داخلية لدولة ما من طرف دولة أخرى وهو ما تعتبره الجزائر تدخلا في الشؤون الداخلية للدول". و أوضح بهذا الصدد, أنه "لا يحق لأي دولة أن تتدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى", داعيا الدول العربية إلى أن تبني علاقاتها "على هذا الأساس". اقرأ أيضا: الجزائر-تونس: تمتين العلاقات الثنائية ضمن توجه استراتيجي جديد من جانبه أكد الرئيس التونسي أن العلاقات بين الجزائر وبلاده "متميزة عبر التاريخ وستكون متميزة في المستقبل". و أضاف في هذا الصدد بأنه "لا يمكن مواجهة التحديات فرادى بل بتضافر جهود البلدين", مستطردا بالقول "لقد دخلنا مرحلة جديدة في التاريخ" في إشارة منه إلى التنسيق والتعاون القائم بين الجانبين. و في هذا الاطار, ذكر الرئيس سعيد بالمراحل التاريخية التي عاشها البلدان لاسيما خلال الثورة التحريرية, مبرزا أن الجزائروتونس "شعب واحد". كما وصف السيد سعيد زيارة الرئيس تبون إلى بلاده ب "التاريخية بكل المقاييس" بالنظر إلى عدد الاتفاقيات التي تم توقيعها في مختلف المجالات. للإشارة فقد اقام الرئيس التونسي مأدبة عشاء على شرف الرئيس تبون والوفد الوزاري المرافق له.