نددت الهيئة الصحراوية لمناهضة الإحتلال المغربي بحملات الاعتقال والترهيب التي طالت المدنيين الصحراويين بالمدن المحتلة من الصحراء الغربية قبل وبعد مقابلة كرة القدم التي جمعت بين منتخبي الجزائر والمغرب في ربع نهائي كأس العرب 2021 بقطر. وطالبت الهيئة الصحراوية لمناهضة الإحتلال المغربي, في بيان لها, "بملاحقة ومحاسبة المسؤولين عن ممارسة كل هذه الجرائم", كما تطالب "الأممالمتحدة ومنظمة الصليب الأحمر الدولي بتحمل مسؤولياتهم والخروج من وضعية المواقف السلبية وإجبار المغرب على إحترام تعهداته ذات الصلة". وفق ما أفادت به "مؤسسة نشطاء" الإعلامية الصحراوية, فإن شرطة الإحتلال المغربي باشرت حملة ترويع وترهيب للمدنيين الصحراويين بالمدن المحتلة من الصحراء الغربية قبيل مقابلة كرة القدم التي جمعت بين منتخبي الجزائر والمغرب يوم السبت الفارط, حيث تم اعتقال رئيسها الوالي لحماد من منزل عائلته بمدينة العيون المحتلة و اقتياده إلى وجهة مجهولة معصوب العينين. وحسب المؤسسة, فإن "القوات المغربية عمدت الى تعذيبه بوحشية, قبل أن يتم نقله إلى مقر ولاية شرطة الإحتلال المغربي وهو معصوب العينين أيضا, ليتم إخضاعه هناك للإستنطاق المصحوب بالسب والشتم والتهديد والوعيد, ليفرج عنه بعد 8 ساعات من الإحتجاز التعسفي وآثار التعذيب بادية على أنحاء من جسمه". من جهة أخرى, فإن عناصر من شرطة الإحتلال المغربي حاولت قبل ذلك اختطاف الإعلامية الصحراوية, الصالحة بوتنكيزة, مراسلة التلفزيون الوطني الصحراوي والتي تمكنت من الإفلات من بين أيديهم. و أكدت الهيئة أنه قبيل المقابلة عمدت قوات القمع المغربية من الشرطة بزي رسمي ومدني وعناصر من القوات شبه العسكرية "القوات المساعدة" إلى نشر العديد من سياراتها وآليات فض المظاهرات بشكل مكثف في الشوارع الرئيسية لمدينة العيون المحتلة وفي أنحاء متفرقة من المدينة, بل عمدت إلى إرغام أرباب المقاهي بالمدينة على إغلاقها حتى لا تكون أمكنة لتجمعات المدنيين الصحراويين الراغبين في متابعة مباراة كرة القدم المذكورة عبر شاشات أجهزة التلفاز. وفي وقت لاحق, قال شهود عيان إن قوات شرطة الإحتلال المغربي قامت بعد نهاية هذه المقابلة باعتقال عدة شبان صحراويين كانوا يعبرون عن فرحتهم بفوز المنتخب الجزائري لكرة القدم و اعتدت عليهم بالضرب والسحل. ونشرت عدة مواقع للتواصل الإجتماعي مقاطع فيديوهات تظهر عناصر من شرطة الإحتلال المغربي وهي تعتدي بشكل جماعي بالضرب بالهراوات على مدنيين صحراويين إلى درجة سقوط أحدهم مغميا عليه, كما يظهر فيديو آخر عملية دهس سيارة تابعة لشرطة الإحتلال المغربي لشابين صحراويين كانا يمتطيان دراجة نارية تم اعتقالهما ومباشرة تعريضهما للتعنيف بطريقة وحشية. ويبقى المشهد الفاضح لعدوانية عناصر شرطة الإحتلال المغربي هو ما تضمنه فيديو آخر يوثق نزول أفراد يرتدون زيا مدنيا من سيارة رسمية وقيامهم بتعريض سيارات المدنيين الصحراويين التي كانت تجوب شوارع مدينة العيون المحتلة محتفية بفوز المنتخب الجزائري, للرشق وعن قرب بالحجارة وبشكل عنيف. إن مشاهد الإستعمال المفرط للقوة من طرف قوات شرطة الإحتلال المغربي ضد المدنيين الصحراويين التي عرفتها مدينة العيون المحتلة بمناسبة إحتفال المدنيين الصحراويين بفوز المنتخب الجزائري, تعيد للأذهان حادثة وفاة المواطنة الصحراوية, صباح عثمان أحميدة, بعد أن تم دهسها من طرف سيارة تابعة لإحدى تشكيلات قوات القمع المغربية يوم 20 يوليو 2019, بعد فوز "الخضر" بكأس إفريقيا للأمم وعدم إسعافها. و ابرزت الهيئة الصحراوية أن أجهزة الإحتلال المغربي عمدت آنذاك إلى منع المدنيين الصحراويين السلميين من الإحتفال في الشوارع بذلك الفوز وتم استهدافهم باستعمال القوة, ناهيك عن استهداف آخرين في بيوتهم, وقد يكون الأمر في بعض الأحيان رد فعل إنتقامي ضد مدني صحراوي لا علاقة له بالحدث, وإنما للتنكيل به حتى تكون رسالة لكل المدنيين الصحراويين.