بوجدور (مخيمات اللاجئين الصحراويين) - زار المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الى الصحراء الغربية, ستافان دي ميستورا, اليوم الأحد, العديد من المنشآت والمقرات الصحراوية, حيث اطلع على تفاصيل متعلقة باللاجئين الصحراويين سواء التعليمية أو الانسانية. وحط دي ميستورا بمدرسة الشهيد خليل سيد امحمد, بولاية بوجدور, في مخيمات اللاجئين الصحراويين, أين قدمت له كل التفاصيل المتعلقة بالمناهج التربوية الصحراوية. وشرحت والي ولاية بوجدور, عزة إبراهيم بابيه, لدي ميستورا, طريقة التعليم في المدارس الصحراوية والمواد الأساسية التي يتم تلقينها للتلاميذ الصحراويين, على غرار التاريخ والتربية المدنية, لما تحمله هاتين المادتين من معطيات متعلقة بالقضية الصحراوية. كما تسلم الدبلوماسي الإيطالي-السويدي ملفا كاملا عن المناهج التربوية الصحراوية, الى جانب كتب التعليم في المدارس الصحراوية للاطلاع على فحواها بالتفصيل. وحظي ستافان دي ميستورا باستقبال تقليدي في مدرسة الشهيد خليل سيد امحمد وترحيب من قبل تلاميذ المدرسة الذين اصطفوا حول سارية العلم الصحراوي. وكان متحف المقاومة ثاني محطة يتوقف عندها ستافان دي ميستورا, حيث قدمت له شروحات عن الجدار العازل الذي يفصل الصحراء الغربية من شمالها إلى جنوبها, بطول 2700 كلم, وبارتفاع ثلاثة أمتار, و أدى تشييده من قبل الاحتلال المغربي إلى فقدان التواصل بين العائلات الصحراوية التي تعيش على جانبيه. وتأثرت حياة البدو الرحل, حسب ما ذكره مسؤول متحف المقاومة لحبيب محمد للمبعوث الأممي دي ميستورا, وذلك بسبب فقدانهم مناطق ترعى فيها ماشيتهم, ويتزودون منها بالماء. كما قدمت للمبعوث الأممي الشخصي, الخريطة الكاملة للصحراء الغربية, مع إبراز المناطق التي تدور فيها الحرب, عقب العدوان المغربي على المدنيين الصحراويين العزل في ثغرة الكراكرات غير الشرعية, في 13 نوفمبر 2020. كما توقف المبعوث الأممي عند جناح الأسلحة التي غنمها الجيش الصحراوي في معاركه ضد الاحتلال المغربي, الى جانب بقايا طائرات ومدفعية ثقيلة ودبابات وعربات مصفحة. وجال في جناح الوثائق السرية, والذي يضم وثائق إدارية وحربية منها ما غنمها الجيش الصحراوي في العديد من المعارك التي خاضها ضد الجيش الإسباني أو الجيشين الموريتاني والمغربي. وتتصدر متحف المقاومة الصحراوي, جدارية عملاقة مرسوم عليها صور الرئيس السابق محمد عبد العزيز والشهيد الولي مصطفى السيد, إلى جانب محمد سيد إبراهيم بصيري, الذي اختطف من طرف قوات الاحتلال المغربية في 1970. وفي سياق جولته الصباحية, في ثاني يوم من زيارته الى مخيمات اللاجئين الصحراويين, توجه دي ميستورا الى مقر اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الإنسان, بولاية الرابوني, أين استقبل من قبل رئيسها أبا السالك الحيسن. وقدم أبا السالك للمبعوث الأممي المعطيات الكافية حول واقع حقوق الإنسان في المدن الصحراوية المحتلة, وما يتكبده المدنيون ونشطاء حقوق الانسان الصحراويون في الأراضي المحتلة, من انتهاكات و اعتداءات على أيدي قوات القمع المغربية. وتتواصل زيارة ستافان دي ميستورا, في يومها الثاني, حيث يلتقي مساء اليوم وزير الداخلية وشؤون الأرض المحتلة والجاليات, مصطفى سيدي البشير, وكذا رئيس المجلس الوطني الصحراوي, حمة سلامة. ويختم زيارته الى مخيمات اللاجئين الصحراويين بمحادثات رسمية مع الرئيس الصحراوي الأمين العام لجبهة البوليساريو, إبراهيم غالي.