أكد مشاركون في المؤتمر الدولي "الجزائر والوطن العربي في أدب الرحالة اللاتينيين في القرنين 19 و20" اليوم الأربعاء بمستغانم على ضرورة تكثيف الأبحاث لتعميق العلاقات التاريخية والثقافية بين المنطقتين العربية والأمريكية اللاتينية. وأبرزت الأستاذة لينا نجاري من جامعة الجزائر 2 أن الدراسات المقارنة للأعمال الأدبية الخاصة بمنطقتي المغرب العربي وأمريكا اللاتينية أبرزت وجود عدة روابط مشتركة بين الجزائروالأرجنتين على المستوى الثقافي والحضاري بما في ذلك تقنيات الكتابة الأدبية والشخصيات المستخدمة والأفكار التي يطرحها الروائيون. ودعت المتحدثة إلى تكثيف الروابط بين البلدين من خلال الدراسات التي تتطرق إلى الجوانب التي لم يسلط عليها الضوء على المستوى الثقافي والأكاديمي إلى غاية الآن وتثمين هذا الموروث المشترك. ومن جهتها تطرقت الأستاذة بجامعة وهران 2 زهرة كريمة مقداد في مداخلتها المعنونة ب "العربية في الشعر الملحمي لخوسي مارتي" إلى تأثير اللغة والثقافة العربية على الروائيين والشعراء اللاتينيين واستخدامها في مختلف الأعمال الأدبية ولاسيما الملحمية. ومن خلال دراستها لأصل الكلمات أفادت نفس المحاضرة بأن الثقافة والحضارة الإسلامية في الأندلس تعتبر جسرا مهما بين المنطقتين العربية والأمريكية اللاتينية ساهم في مراحل لاحقة في التقريب بين الشعوب وخاصة بين كوبا والبلدان في شمال إفريقيا. أما الأستاذة بجامعة تلمسان حجوجة وفاء فقد أشارت الى أن الشخصية العربية تشغل حيزا هاما في الأدب اللاتيني بفعل تأثير المهاجرين العرب في فترات مختلفة إلى بلدان أمريكا الجنوبية واندماجهم في الثقافات المحلية. ومن خلال الشخصيات العربية في روايات غابريال غارسيا ماركيز نقل الأدب هذه التجربة الإنسانية للمهاجرين وكيف ساهموا في خلق هذا الفضاء الثقافي المشترك ولكن حقل البحث حول هذا الموضوع لا يزال واسعا ويحتاج إلى التنقيب العلمي ، يضيف نفس المصدر. وتم في اليوم الثاني والأخير من هذا المؤتمر المنظم بمبادرة من قسم اللغة الإسبانية بجامعة "عبد الحميد بن باديس" لمستغانم ومركز الدراسات الأدبية واللغات القديمة بجامعة رين 2 (فرنسا) وسفارة الأرجنتين في الجزائر تقديم 15 مداخلة بشكل حضوري لباحثين من عدد من جامعات الوطن.