نصح خبراء في الفلاحة والصناعة الغذائية ببني عباس بضرورة تنويع مصادر اللحوم الحمراء بتشجيع تربية أصناف مختلفة من الحيوانات ذات اللحوم الصالحة للأكل بالنسبة للإنسان منها الجمال والماعز. و أشار الخبراء خلال لقاء وطني نظم يومي السبت و الأحد الماضيين ببني عباس حول "إعادة تأهيل تربية المواشي وتنويع استهلاك اللحوم"، أن الجزائر تعتمد في استهلاكها للحوم الحمراء أساسا على لحم البقر والخروف مؤكدين على ضرورة تنويع تربية أنواع حيوانية أخرى ذات اللحوم الصالحة للأكل كالجمال و الماعز و الارنب و السمان. وقال الخبير الاستشاري في الفلاحة و الصناعة الغذائية مقران نواد، أن استهلاك اللحوم الحمراء في الجزائر يتشكل 60 بالمائة من لحوم الأغنام و30 بالمائة لحوم الأبقار في حين تتوزع ال10 في المائة المتبقية على لحوم الإبل والماعز. وأكد الخبير أن التركيز على استهلاك اللحوم الحمراء من قبل المستهلك الجزائري، بالإضافة إلى بعض اللحوم البيضاء والمتمثلة لاسيما في الدواجن، يعود أساسا إلى العجز المسجل في التربية الواسعة النطاق لأنواع أخرى من الحيوانات التي توفر لحوم ذات قيمة غذائية، على غرار الأرانب والسمان. وقال في مداخلته تحت عنوان "تاريخ أنظمة تربية الحيوانات وإنتاج اللحوم الحمراء في الجزائر"، أن هذا الوضع يرجع أيضا إلى عدة أسباب من بينها الاعتماد على التربية الصناعية والمكثفة للدجاج عبر جميع مناطق الوطن، منوها إلى أهمية توسيع نطاق تربية الإبل والماعز باستخدام وسائل عصرية وحديثة، مع مراعاة الخصوصيات التي تميز كل منطقة، وذلك من أجل ترقية هذه الأنماط وتطويرها، مما ينعكس إيجابا على زيادة إنتاج اللحوم. وفي ذات السياق، يقول السيد نواد "يجب التخلي عن نمط التربية التقليدي للإبل والماعز، بغية النهوض بشعبة إنتاج اللحوم في البلاد''. == تربية الإبل شعبة بحاجة إلى تكثيف == وأعتبر من جهته، عبد القادر عضامو، أستاذ وباحث متخصص في الموارد الحيوية الصحراوية بجامعة ورقلة، أن تكثيف تربية الإبل من شأنه أن يساهم في تنويع استهلاك اللحوم في الجزائر، مشيرا إلى أن حجم استهلاك هذا الصنف من اللحوم يبلغ في الوقت الحالي نحو 2ر4 في المائة، بينما يقدر ب33 في المائة في المناطق الصحراوية، كما أن سعره –يضيف السيد عضامو- منخفض بالمقارنة مع أنواع أخرى من اللحوم الحمراء. وأشار السيد عضامو، أن تربية الإبل لم تحظ بعد بالمكانة التي تسحقها في الجزائر، باعتبار أنها مازالت مهمشة، في حين أنها تمثل بالنسبة للمناطق الصحراوية موردا حيوانيا هاما لا يقدر بثمن، مشيرا إلى أن الجمل العربي يعتبر من بين الأنواع المحلية النادرة التي توفر العديد من المزايا، كإنتاج الحليب واللحوم والجلود والوبر، بالإضافة إلى السماد الطبيعي الذي يستخدم في الزراعة، لذلك يجب الاهتمام أكثر بتكثيف تربية الإبل، يؤكد السيد عضامو. وفي سياق متصل، يرى الدكتور مسعود لزرق، من مركز البحث في الاقتصاد التطبيقي من أجل التنمية أنه "أصبح من الضروري الآن السعي إلى تطوير الثروة الحيوانية المستوطنة في كل منطقة من تراب الوطن، وفقا لمقاربة إقليمية ورؤية شاملة بغية تثمين مختلف أصناف اللحوم الموجهة للاستهلاك''. وبهذا الصدد، اقترح المتدخل إطلاق حملات توعوية لتشجيع المواطن على استهلاك أنواع أخرى من اللحوم كلحوم الإبل وغيرها، وذلك بالتنسيق مع جمعيات حماية المستهلك إلى جانب مختلف التنظيمات المهنية الناشطة في هذا القطاع، وهذا في إطار المساعي الرامية إلى الترويج لاستهلاك أصناف اللحوم المنتجة محليا.