دعت الجبهة الاجتماعية المغربية إلى تنظيم وقفات احتجاجية بمختلف مناطق المملكة يوم السبت المقبل، استنكارا للغلاء الفاحش والقمع الممنهج لمختلف الفئات الاجتماعية المناضلة والأصوات الحرة. كما أعلنت الجبهة في بيان، اليوم الاربعاء، عن تنظيم وقفة احتجاجية مركزية بمدينة المحمدية، احتجاجا على غلاء أسعار المحروقات وتنديدا بالاحتكار وللمطالبة بإعادة تشغيل مصفاة "لاسامير" وتأميمها مساهمة في ضمان الأمن الطاقي بالبلاد. وبالإضافة إلى الوقفات الاحتجاجية بالمدن المغربية، أشارت الجبهة الاجتماعية إلى عزمها تنظيم مسيرة وطنية في الدار البيضاء، سيتم الإعلان عن تاريخها قريبا. وأشارت الجبهة إلى أن أشكالها الاحتجاجية هي رد على "الهجمة المسعورة" على قوت الجماهير الشعبية، وتعد هذه الاحتجاجات هي الثالثة التي تعلن الجبهة عن تنظيمها في غضون أسابيع قليلة، احتجاجا على غلاء الأسعار. من جهته، قال رشيد حموني، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ورئيس فريقه بمجلس النواب، إنه بسبب الغلاء الصاروخي لأسعار معظم المواد الأساسية الاستهلاكية، "تعيش كافة الشرائح الاجتماعية، ولا سيما الفئات الفقيرة والطبقة المتوسطة، تدهورا مطردا لقدرتها المعيشية، وهو ما يؤكده الواقع المعاش، بالإضافة إلى تقارير ودراسات رسمية مقلقة". ودعا رشيد حموني، الحكومة إلى التفاعل "إيجابا" مع الواقع الاجتماعي المرير، بالنسبة لجميع الفئات الاجتماعية، ولا سيما من خلال إقرار زيادة معتبرة في الأجور، بالنظر إلى الارتفاع المهول الذي تشهده كلفة المعيشة. ==الادمان ينضاف للغلاء و البطالة== وما انضاف الى الواقع المعيشي المرير للمغاربة من غلاء و بطالة وصعد موجة الانتقادات لسياسات حكومة المخزن كذلك، تفشي ظاهرة المخدرات في صفوف الشباب وحتى الاطفال، دون ان تتمكن المملكة من كبح مخاطر هذه الآفة التي اصبحت تهدد مستقل الاجيال. ومن هذا المنطلق، أكد المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أن الإدمان يمس شرائح واسعة من المجتمع المغربي، وله تداعيات صحية و اقتصادية و اجتماعية واسعة على الأفراد والأسر والمجتمع ككل. وأشار المجلس حول السلوكات الإدمانية، أن التقارير والدراسات الميدانية التي تم إنجازها حول الإدمان بالمغرب في السنوات الأخيرة، تظهر وجود أكثر من 6 ملايين مدخن في المملكة، 500 ألف منهم قاصرين تحت 18 سنة. وقال أحمد رضا الشامي رئيس المجلس إن أكثر من 15 ألف من المغربيين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن، وأكثر من 9 في المائة من القاصرين في الوسط المدرسي تعاطوا مرة واحدة على الأقل مخدر القنب الهندي. وأكد الشامي أن هذه الأرقام مثيرة للقلق، لافتا الى أن هذه الآفة لها انعكاسات تمتد إلى الأسر والمجتمع بالنظر لكلفتها المادية الباهظة. ويعد المغرب من أكثر المجتمعات التي تعرف انتشار تعاطي المخدرات بين صفوف الشباب والذي بلغ المؤسسات التعليمية بشكل مخيف، وهو ما كشف عنه التقرير الاخير للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي المغربي. وكان مكتب الأممالمتحدة المتخصص في قضايا المخدرات والجرائم، كشف في تقريره لسنة 2019 حول المخدرات، عن مدى انتشار تعاطي مخدري الكوكايين و"الكراك" (مشتق كيمياوي من مادة الكوكايين) داخل المؤسسات الثانوية بالمغرب، وذلك في صفوف الذكور والإناث على حد سواء.