استقبل المتحف العمومي الوطني البحري، اليوم الخميس ، بالجزائر العاصمة طلبة جامعيين من مختلف التخصصات لزيارة علمية تثقيفية وذلك في إطار إفتتاح هذا الصرح التاريخي والثقافي العريق أمام الزوار طيلة شهر التراث (18 أبريل - 18 مايو) الذي يحمل هذه السنة شعار " تراثنا اللامادي هوية وأصالة ". وتميز اللقاء باستفادة طلبة مختصين في مجال الهندسة المعمارية ،علم الآثار، السياحة والفندقة والطب وغيرها من زيارة موجهة لمختلف زوايا المتحف العمومي الوطني البحري أين تلقوا شروحات وتوضيحات وافية من القائمين على المتحف عن تاريخ هذا المعلم التاريخي البارز، "قبو خير الدين"، وكذا تفاصيل حول تاريخ البحرية الجزائرية في العهد العثماني حيث تم تقديم مداخلة بعنوان " اولياء الله الصالحين مكانة ومعتقد .ضريح سيدي براهيم البحري " للباحث عالك كريم المعروف "بشيخ المحروسة" التي لاقت تجاوبا من طرف الحضور لغزارة معلوماتها التاريخية. وتطرق الباحث في مداخلته إلى السيرة الذاتية للولي الصالح سيدي إبراهيم البحري السلامي الذي يوجد ضريحه بأميرالية الجزائر ،المقر الحالي لقيادة القوات البحرية، وهو من أشهر أضرحة مدينة الجزائر خلال الفترة العثمانية حيث نال مكانة لدى رياس البحر وعرف برحلاته وجهاده إلى حين استشهاده سنة 1529 في معركة تحرير "حصن البنيون" من الإسبان ليقوم بعدها خير الدين باشا ببناء ضريح له ونسبت له أساطير شعبية عديدة. وبالمناسبة أشارت، مديرة المتحف العمومي الوطني البحري، الدكتورة مقراني بوكاري آمال في تصريح ل/واج، أن اختيار تناول مسار " سيدي إبراهيم السلامي البحري " في افتتاح نشاطات المتحف الخاصة بشهر التراث، يهدف إلى إحياء الموروث والذاكرة الشفوية الشعبية الجزائرية ، كما يهدف البرنامج الذي تم إعداده بالمناسبة الى تعزيز ارتباط الزوار بهويتهم و إثراء معارفهم التاريخية. وأبرزت السيدة مقراني بوكاري ،أن " المتحف العمومي الوطني البحري يستقطب مواطنين من مختلف الفئات العمرية والتلاميذ وطلبة من شتى التخصصات الجامعية لاكتشاف موقع المتحف بقبو خير الدين و كذا اللقى الأثرية المعروضة وذلك منذ الإعلان عن افتتاح أبوابه أمام الزوار و بالمجان طيلة شهر التراث الذي سيتواصل لغاية 18 مايو المقبل المصادف لليوم العالمي للمتاحف ". وأضافت أن " زيارات طلبة المعاهد والجامعات لهذا المعلم سيعزز العلاقة بين المتحف و الجامعة". وذكرت نفس المتحدثة أن زوار المتحف سيكونون طيلة شهر التراث (كل يوم سبت) على موعد مع مداخلات ونشاطات تفاعلية منها مداخلة للدكتورة شريفة طايان المختصة في مجال " النحاسيات " ،مداخلة تتناول " قراءة خاصة لموقع الأميرالية من خلال اللوحات الفنية لأكبر الفنانين التشكيليين"، إضافة إلى لقاء مع الحكواتي الصديق ماحي إلى جانب مواصلة الورشات التفاعلية للأطفال والزيارات الخاصة بالتلاميذ. وحسب شروحات الباحثين من المتحف تتمثل المهام الرئيسية للمتحف العمومي الوطني البحري في استعادة تاريخ البحرية الجزائرية وحياة الإنسان منذ اتصالاته الأولى بالبحر ويقع هذا المتحف -الذي يهدف إلى أداء خدمة ذات أبعاد تاريخية وإثنولوجية وعلمية- عند سفح قصبة الجزائر في أقبية "خير الدين" المهيبة التي بناها الحاج علي باشا عام 1814 والتي كانت بمثابة ورش إصلاح للسفن. وتحتوي قاعة المتحف على نماذج من الأدوات المستخدمة في تصنيع وإصلاح السفن وأدوات الملاحة وحتى الأعمدة الرخامية ولقى أخرى مكتشفة في قاع البحر على غرار مدافع و مخططات ورسومات لأشهر السفن الحربية الجزائرية في الفترة العثمانية. ويشكل هذا الرصيف -الذي تحده اليوم منارة- "أميرالية الجزائر" حيث يضم أيضا مستودع ذخيرة عثماني ونافورة مياه شرب نموذجية لقصبة الجزائر العاصمة وكذا ضريح سيدي إبراهيم البحري وغيرها من الآثار التي تدل على ثراء التراث الثقافي الجزائري. ويعتبر المتحف العمومي الوطني البحري -الذي تم تأسيسه في 2007 ويضم العديد من الملحقات في العديد من المدن الساحلية- مؤسسة متخصصة في الدراسة والبحث والحفظ وأيضا صون المجموعات المتحفية للتراث المائي وذاك المغمور بالمياه للساحل الجزائري.