تعرف الطبعة ال53 لمعرض الجزائر الدولي مشاركة قوية للمؤسسات الصناعية للجيش الوطني الشعبي التي أضحت مثالا للمتعاملين من القطاعين العمومي والخاص من خلال شقها الطريق لهم في مجال الاندماج الصناعي الوطني وتقليص الاستيراد. ولقد أبرزت هذه المؤسسات مساهمتها القوية في تطوير النسيج الصناعي الوطني من خلال تزويد القطاعات الاستراتيجية للاقتصاد الوطني بالتجهيزات والخدمات وهو ما يفسر الاقبال الهام للزوار, مهنيين كانوا أو خواص, على مختلف أجنحة هذه المؤسسات. وتتوالى الزيارات على الموظفين المكلفين بالرد على تطلعات الجميع وكلهم استعداد للإجابة على التساؤلات رغم كثرتها سيما تلك التي يطرحها الشباب منهم. إقرأ أيضا: افتتاح الطبعة السادسة للصالون المهني للتصدير "الجزائر إكسبور" وتشارك الصناعة العسكرية الحاضرة بقوة في طبعة 2022 لمعرض الجزائر الدولي المنظم من 13 الى 17 يونيو الجاري بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة, من خلال 19 مؤسسة تمثل وحدات انتاج ذات طابع اقتصادي في قطاعات الصناعة الميكانيكية والنسيج وبناء السفن. وتقترح هذه المؤسسات منتوجات ومعدات وخدمات بنسبة اندماج معتبرة تختلف حسب النشاط وتبلغ 100 بالمئة في بعض القطاعات. ومن بين هذه المؤسسات, القاعدة المركزية للإمداد ببني مراد بالبليدة وهي مؤسسة عمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري تخصصت في تصليح وصيانة العتاد الميكانيكي والالكتروني ولكن أيضا في صناعة قطع الغيار للجيش الوطني الشعبي، حسب ما صرح به ل "وأج" مدير الانتاج بالمؤسسة ذاتها العقيد محمد فوزي غربي. كما أوضح يقول أن المؤسسة تساهم في اندماج الانتاج الوطني من خلال تصنيع قطع الغيار "بنسبة تكامل 100 بالمئة" بفضل سلسلة إنتاج "كاملة" تسمح لها بالمشاركة في تخفيض فاتورة الاستيراد. مؤسسة تطوير صناعة السيارات تُسوق 3500 مركبة منذ بداية السنة ومن الاجنحة الأخرى التي يتوافد عليها الزوار بقوة جناح مؤسسة تطوير صناعة السيارات، التابعة لمديرية الصناعات العسكرية، مع فرعها الشركة الجزائرية لتصنيع السيارات من علامة مرسيدس بنز لعين بوشقيف (تيارت) التي تصنع سيارات نقل ب"نسبة تكامل تبلغ 30 بالمائة"، حسبما صرح لوأج ممثل مؤسسة تطوير صناعة السيارات الملازم الأول مصطفى تلمساني. واوضح قائلا انه تم وضع هذه السيارات، تحت تصرف المؤسسات العمومية والخاصة وعامة الناس، لا سيما الخواص، مع "ما لا يقل عن 3500 مركبة تم بيعها من طرف الشركة الجزائرية لتصنيع السيارات منذ 1 يناير 2022"، مذكرا أنه في سنة 2018 تم تسويق أكثر من 5000 سيارة من قبل هذه الشركة. إقرأ أيضا:مؤسسات ناشئة: إطلاق مراكز جديدة تسمح بتجسيد نماذج أولية للابتكارات كما كشف الملازم الأول تلمساني أن الشركة الجزائرية لصناعة الوزن الثقيل للرويبة "قد حققت معدل تكامل يقارب 90 بالمائة بالنسبة للمركبات الثقيلة من علامة سوناكوم"، وهو ما وصفه بمعدل "متميز". نفس الشيء بالنسبة للصناعة العسكرية في مجال الطيران التي تساهم بدورها في تحقيق الاندماج الصناعي الوطني من خلال مؤسسة تجديد عتاد الطيران (الدار البيضاء- الجزائر العاصمة) التي تتكفل بالصيانة العامة للطائرات المقاتلة وطائرات النقل والمروحيات، ولكن أيضا بتصنيع قطع الغيار الميكانيكية وبالتجارب الميكانيكية والعديد من النشاطات الأخرى. وأكد المقدم يخلف يخلف الذي كان يرد على تساؤلات جميع زوار جناح هذه المؤسسة إن خبرة هذه المؤسسة لا تفيد فقط معدات الجيش الوطني الشعبي، بما أنها تقدم خدماتها إلى الخطوط الجوية الجزائرية وطيران الطاسيلي. كما أنه لم يخف فخره بالانتماء إلى مؤسسة تساهم في تلبية الطلب الوطني على المنتجات والخدمات بمعدلات اندماج معتبرة. وخلال افتتاحه لمعرض الجزائر الدولي، استهل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون زيارته لأجنحة المؤسسات الوطنية بالأجنحة المخصصة لمديرية الصناعات العسكرية، حيث حيا جهود المؤسسة العسكرية في رفع نسبة الإدماج. و الح على ضرورة مواصلة رفع هذا التحدي من خلال "خلق مناولة على المستوى الوطني عن طريق إشراك أكبر عدد من الشركات الجزائرية, إلى جانب التأسيس لشراكات مع المؤسسات الأجنبية لتطوير التصنيع, على اعتبار أن الجزائر لديها إمكانية التسديد وينبغي المحافظة على مصداقيتها". و اكد السيد تبون في أبريل الماضي أن سنة 2022 من المقرر أن تكون "سنة اقتصادية بامتياز" بفضل العديد من التسهيلات الممنوحة في المجال الاقتصادي و في صالح الاستثمار.