* email * facebook * twitter * linkedin افتتحت الطبعة ال28 لمعرض الإنتاج الوطني أول أمس الخميس، بقصر المعارض بالصنوبر البحري، بمشاركة حوالي 500 مؤسسة محلية تنشط في مختلف المجالات الصناعية، التجارية والخدمات، إلى جانب المؤسسات والوحدات الصناعية ال 15 التابعة لوزارة الدفاع الوطني، والتي تسعى إلى إعطاء دفعا قويا للاقتصاد الوطني من خلال الاستجابة لحاجيات القطاعات العسكرية والمدنية. في المقابل يشهد الصالون هذه المرة تراجعا في عدد الشركات الوطنية لتركيب السيارات التي ظلت أجنحة عرضها تستقطب العدد الأكبر من الزوار، حيث اقتصرت المشاركة على علامتين فقط، بسبب المشاكل التي تعاني منها باقي شركات التركيب التي جمدت نشاطاتها على إثر التحقيقيات المفتوحة مع أصحابها في قضايا الفساد. انطلقت فعاليات صالون الإنتاج المحلي هذه السنة دون تدشين رسمي، بعد أن تقرر تأجيل المراسم الرسمية من طرف وزارة التجارة، التي راسلت الشركة الجزائرية للمعارض والتصدير "صافكس" المنظمة للتظاهرة، على اعتبار أن الحدث تزامن مع أداء رئيس الجمهورية الجديد عبد المجيد تبون، لليمين الدستورية في حفل حضره كل أعضاء الحكومة، فيما لم يستبعد بعض المتعاملين الاقتصاديين المشاركين في الصالون في تصريحاتهم ل"المساء" أن يتم تنظيم الافتتاح الرسمي لهذه التظاهرة الهامة اليوم. غياب المراسم الرسمية لتدشين الصالون لم يمنع بعض المؤسسات المشاركة فيه من فتح أجنحة عرضها أمام الزوار، فيما بقيت العديد من الأجنحة الأخرى مغلوقة لغياب ممثليها ومسؤوليها. ومن بين أبرز المؤسسات الحاضرة في هذا الصالون الذي ينظم من 19 إلى 28 ديسمبر الجاري، تلك التابعة لوزارة الدفاع الوطني والمتمثلة في 15 مؤسسة ووحدة صناعية خصصت لها مساحة واسعة بجناح العرض المركزي. وعرفت أجنحة هذه الوحدات إقبالا واسعا للزوار الذين توافدوا بكثرة عليها، لا سيما على الجناح المخصص لعرض المركبات النفعية لعلامة "مرسيدس" التي تنتجها هذه المؤسسة، فضلا عن أجنحة المؤسسات التابعة لقيادة القوات الجوية، التي تضم كلا من مؤسسة تجديد عتاد الطيران التابعة للناحية العسكرية الأولى، التي تنشط في مجال تصليح وصيانة طائرات النقل العسكري والحوامات، وكذا جناج مؤسسة تجديد العتاد الخاص التابعة للناحية العسكرية الثانية، التي تتخصص في مجال تصليح وصيانة مولدات الكهرباء الخاصة بالطائرات وعتاد النقل وغيرها. وهي المؤسسة التي قامت بتطوير بعض الأنواع من المولدات الموجهة للطيران. أما المؤسسة الثالثة التابعة للقوات الجوية الحاضرة بالصالون فتمثلت في مؤسسة صناعة الطائرات من النوع الخفيف والمستخدمة في تدريب طياري القوات الجوية. وتنتج هذه المؤسسة نوعين من الطائرات وهي "سفير" و"فرناس" بنسبة اندماج محلي معتبرة. وتنتج المؤسسة أيضا طائرات لفائدة الحماية المدنية تستخدم لإطفاء الحرائق وأخرى لفائدة القطاع الفلاحي، حيث تستخدم في رش المبيدات وكذا طائرات لمؤسسة سونلغاز لاستخدامها في مجال مراقبة الخطوط ذات الضغط العالي. إلى جانب المؤسسات التابعة للقوات الجوية تحضر في الصالون أيضا المؤسسات التابعة للمديرية المركزية للعتاد، والتي تشارك بدورها بالقاعدة المركزية للإمداد التي تنشط في مجال تصنيع قطع الغيار وتجديد العتاد العسكري وصيانته وتصليحه، وإعادة تأهيل المعدات الاستراتيجية الوطنية التابعة لسوناطراك وسونلغاز والجزائرية للمياه وغيرها من المؤسسات. أما مديرية الصناعات العسكرية لوزارة الدفاع الوطني، فتشارك في هذه التظاهرة بعدة مؤسسات أهمها مؤسسة الألبسة ولوازم النوم التابعة للناحية العسكرية الأولى، وفرعها المتمثل في الشركة الجزائرية للأنسجة الصناعية والتقنية وهي تقوم بتأمين مختلف الألبسة لفائدة الجيش الشعبي الوطني والأسلاك النظامية من الأمن الوطني، الحماية المدنية، والجمارك وكذا المؤسسات العمومية الكبرى مثل سوناطراك وسونلغاز، إضافة إلى مختلف اللوازم الأخرى من خيم وأثاث وشبكات التمويه وغيرها، علما أن هذه المؤسسة لها 7 وحدات إنتاج و3 مركبات صناعية موزعة عبر التراب الوطني. وهي توفر عدة مناصب شغل مباشرة وغير مباشرة، كما توجه كمية معتبرة من إنتاجها للتصدير إلى دول الجوار. كما يمثل مديرية الصناعات العسكرية في المعرض الديوان الوطني للمواد المتفجرة التابع للناحية العسكرية الأولى، وفرعه المتمثل في الشركة الجزائرية لإنتاج المتفجرات، حيث يقوم هذا الديوان بإنتاج المتفجرات ذات الاستعمال المدني في المحاجر ومصانع الإسمنت وإنجاز السدود والطرقات السريعة، فضلا عن لوازم الرمي وخراطيش الصيد، حيث يملك الديوان 4 وحدات إنتاج إضافة إلى مصنع جديد تم إنشاؤه بالمسيلة، مع شريك صيني مخصص بشكل رئيسي للتصدير. وتحضر مديرية الصناعات العسكرية أيضا بمؤسسة إنجاز أنظمة المراقبة بواسطة الفيديو التابعة للناحية العسكرية الأولى، والتي تتخصص في مجال تصميم وتطوير إنجاز أنظمة المراقبة بالفيديو، وتقوم بتأمين مختلف أنظمة الأمن في المرافق الكبرى من مطارات، موانئ، بنوك، ملاعب وغيرها، إلى جانب مؤسسة قاعدة الأنظمة الإلكترونية التابعة للناحية العسكرية الثانية، وفروعها المتمثلة في الشركة المشتركة الجزائرية لإنتاج الأنظمة الإلكترونية. جناح عرض السيارات "مرسيدس بنز" أكثر استقطابا ويعد جناح عرض مؤسسة تطوير صناعة السيارات "مرسيدس بنز" التابعة للناحية العسكرية الثانية، الجناح الأكثر استقطابا للزوار الراغبين في التعرف على المركبات النفعية المعروضة. حيث تنتج هذه المؤسسة على مستوى مركب تيارت، لمركبات الوزن الثقيل والمركبات الرباعية الدفع من صنف "كلاس ج "، وبمركب الرويبة المركبات النفعية "سبرينتر" الموجهة لمختلف الاستخدامات العسكرية، الأمن الوطني، الأشغال العمومية، الاسعاف، النقل المدرسي ونقل الشخصيات. بالإضافة إلى هذه المؤسسات يشارك مجمع ترقية الصناعات الميكانيكية التابع للناحية العسكرية الخامسة، في الصالون بفروعه المتمثلة في الشركة الجزائرية لصناعة المحركات ذات العلامة الألمانية وشركة "نمر الجزائر"، وهي مؤسسة متخصصة في إنتاج المحركات المبردة بالماء. حيث تستخدم محركاتها في المجال الفلاحي (الجرارات والحصادات) وكذا لمولدات الطاقة، النقل، الأشغال العمومية، والمركبات الخاصة. ويمكن لزوار المعرض بجناح الصناعات العسكرية، التعرف على منتوجات مؤسسة الانجازات الصناعية لسريانة التابعة للناحية العسكرية الخامسة، والتي تنتج هي الأخرى المولدات الكهربائية بكل أنواعها خاصة المستخدمة في القطاع الفلاحي، فضلا عن أطقم الطاقة الشمسية والأدوات الخاصة بالإنتاج والأدوات المعدنية والمثبتات العظمية وغيرها، علاوة على مؤسسة البناءات الميكانيكية بخنشلة التابعة للناحية العسكرية الخامسة وفرعها شركة كراكال الجزائر، فيما تشارك القوات البحرية في الصالون بمؤسسة البناء والتصليح البحريين. إسهام فعّال في إعطاء دفع قوي للاقتصاد الوطني وبالمناسبة أكد النقيب مهدي أمين، ممثل مديرية الايصال والإعلام والتوجيه بأركان الجيش الوطني الشعبي في تصريح ل"المساء" بأن القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، تسعى من خلال هذه المشاركة بمختلف المؤسسات والوحدات الإنتاجية لوزارة الدفاع الوطني، لتأكيد الإسهام الفعّال للمؤسسة العسكرية في إعطاء دفع قوي للاقتصاد الوطني، وكذا الدفع بعجلة التنمية الاقتصادية من خلال تعريف الزوار المهنيين والمتعاملين الاقتصاديين بمختلف المنتوجات التي تصنعها، مضيفا أن مؤسسات الصناعة العسكرية التي تعتمد مائة بالمائة على الكفاءات الوطنية بالدرجة الأولى، تسعى إلى تلبية الحاجيات المحلية وتنشيط الإنتاج الصناعي في الجزائر مع التطلع إلى التصدير إلى الأسواق الخارجية. من جانب آخر، وعلى عكس طبعات السنوات الأخيرة التي تزامنت مع تنامي نشاط تركيب السيارات ببلادنا، يسجل صالون الإنتاج الوطني هذه المرة تراجعا في عدد مؤسسات التركيب المشاركة، حيث اقتصر الأمر على شركتي "رونو" و"مرسيدس" التابعة للصناعات العسكرية. وذلك بسبب المشاكل التي تعيشها باقي شركات تركيب السيارات التي جمدت نشاطاتها لتورط أصحابها في قضايا فساد. وتبقى الأجنحة المخصصة للسيارات الغائب الأكبر بالنسبة للمواطنين الذين ظلوا يستغلون هذه التظاهرة الاقتصادية للتعرف على جديد سوق السيارات المركبة والنماذج المتوفرة، لا سيما بعد وقف الصالون الدولي للسيارات في سنة 2016، بسبب التخلي عن استيراد السيارات وتجميد نشاط الوكلاء المعتمدين الذين لم يستثمروا في مجال التركيب. وكالعادة يشهد صالون الإنتاج الوطني مشاركة قوية للمؤسسات الوطنية العاملة في مجال الصناعات الغذائية التي توجه منتوجاتها للاستهلاك المحلي والتصدير، وكذا الصناعات الإلكترونية، والكهرومنزلية، الأثاث، النسيج، مواد التجميل، مواد التنظيف، مواد البناء، إلى جانب مؤسسات الخدمات المتخصصة في النقل، التأمينات، والبنوك وغيرها.. ويتوقع المشاركون في الصالون أن تعرف هذه الطبعة التي جاءت في ظرف خاص يمر به البلد نكهة خاصة ينتظر أن تتوج بتشجيع الإنتاج الوطني، لتجسيد مسعى تنويع الاقتصاد الوطني وتنويعه والتقليل من فاتورة الاستيراد لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي تهدد البلاد، حيث ينتظر الجميع إقرار القيادة الجديدة للبلاد لاستراتيجية جديدة في المجال الاقتصادي ترتكز أساسا على تشجيع المؤسسات المنتجة ورجال الأعمال النزهاء.