عملت مديرية السياحة و الصناعة التقليدية لولاية وهران على تطوير المنتوج السياحي من خلال توفير عشر مسارات سياحية للارتقاء بالخدمة لفائدة زوار وهران التي تعد مدينة متوسطية تزخر بمواقع أثرية و ثقافية و سياحية. ولمواكبة التطور الذي عرفته وهران في مجال الهياكل الفندقية كونها قطبا سياحيا بامتياز, كان لزاما استحداث مسارات سياحية متنوعة لخلق طفرة جديدة في مجال الجولات والرحلات السياحية التي من شأنها أن تساهم في جذب السياح، حسبما أبرزه لوأج رئيس مصلحة النشاطات السياحية بمديرية القطاع, مراد بوجنان. ويكمن الهدف من هذه المسارات الترويج لوجهة الجزائر بصفة عامة والتعريف بالمؤهلات السياحية لوهران وتطوير السياحة الداخلية وتحفيز السياح على تكرار الزيارة وعلى ارتياد مواقع جديدة كانت غير معروفة فيما سبق، كما أضاف ذات المسؤول. وتم رسم هذه المسارات بعد دراسة تمت مع مختلف القطاعات والشركاء على غرار مديرية الثقافة والفنون و الديوان الوطني لاستغلال و تسيير الممتلكات الثقافية المحمية وبلدية وهران و باحثين من المركز الوطني للبحث في الانثروبولوجية الاجتماعية والثقافية الكائن مقره وهران، وفق المصدر ذاته. ولتثمين هذه المواقع, تم تهيئة المسالك مع ضمان النقل والنظافة وإقامة معارض للصناعات التقليدية الفنية ووضع إشارات دلالية وتعريفية تروج للمواقع الأثرية والتاريخية مع توفير مرافقين سياحيين لجعل الزائر يعيش تجربة سياحية متكاملة العناصر. وتحسبا لألعاب البحر الأبيض المتوسط التي ستحتضنها وهران من 25 يونيو إلى 6 يوليو المقبل, سيتسنى لضيوف هذا الحدث الرياضي الاستمتاع بهذه المسارات برفقة 23 مرشدا سياحيا معتمد لدى وزارة السياحة والصناعة التقليدية، فضلا عن 193 مرافقا سياحيا تم تكوينهم في يناير الماضي على مستوى المدرسة العليا للفندقة والإطعام بوهران وتحت إشراف مختصين, كما تمت الإشارة إليه. مسارات و منتجات متنوعة وتضم هذه المسارات التي تشكل حلقة وصل بين مختلف المواقع السياحية التي تميز المنطقة سواء كانت تاريخية أو ثقافية أو طبيعية, أكثر من 20 معلما أغلبها مصنف وطنيا ضمن قائمة التراث الوطني وتعود إلى مختلف الحقب التاريخية التي عرفتها وهران من الفترة الإسلامية مرورا بالاحتلال الإسباني والعهد العثماني ثم الاستعمار الفرنسي إلى غاية الوقت الراهن. ويخص المسار الأول "جولة في مدينة وهران" عن طريق حافلة "وهران ستي تور" الذي تم استحداثها في 2019 من طرف الديوان المحلي للسياحة كأول حافلة سياحية على مستوى الوطن لتشجيع السياحة الداخلية حيث استقطب هذا المنتوج الكثير من السياح المحليين والأجانب. و تجوب هذه الحافلة أكثر من عشرة مواقع من المكتبة الكتدرائية وقصر الثقافة إلى قصر الباي وشاتوناف و جامع الباشا وحديقة بن باديس, مرورا بساحة "بودالي حسني" (كليبر سابقا) بحي سيدي الهواري و الحمامات التركية و مستشفى بودانس و باب سنتون وصولا إلى جبل مولاي عبد القادر مع زيارة قلعة "سنتا كروز" وكنيسة "سيدة السلام" ثم العودة إلى ساحة " أول نوفمبر 1954" بوسط مدينة. كما يستطيع السائح أن يكتشف معالم أخرى مدرجة في المسارات التسع المتبقية منها "مسار مساجد سيدي الهواري" و "مسار بوابات وهران " و " المسار العثماني " و " مسار حصون وهران " و " المسار السياحي الديني " و " المسار الأخضر " الذي يعتبر من المنتجات السياحية الحديثة. ويكمن الجديد في هذه المنتجات السياحية في استحداث لأول مرة بعاصمة الغرب الجزائري "مسار التسوق التجاري" الذي يعد مسلكا سياحيا و تجاريا و ترفيهيا يستطيع من خلالها السائح اقتناء تحف صنعتها أنامل حرفيين وحرفيات بمهارة متناهية معروضة على مستوى محلات بحلبة "الثيران" بالقرب من الحي الشعبي "الطورو".