قمعت قوات الامن المخزنية, اليوم الاثنين, وقفة احتجاجية سلمية لحزب "النهج الديمقراطي", نظمها تنديدا بحرمانه من حقه في عقد مؤتمره الوطني الخامس, و خلف التدخل العنيف ضد المتظاهرين العديد من الاصابات في صفوف المناضلين نقل بعضهم الى المستشفى. وأظهرت مقاطع فيديو بثها الحزب على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك", الانزال الامني المكثف أمام مقر وزارة الداخلية المغربية, و محاصرة المتظاهرين من كل الاتجاهات, قبل ان تقوم القوات القمعية بدفع المتظاهرين "بشكل عنيف و غير مبرر", ومطاردتهم عبر الشوارع. و لم تكتف قوات الامن بذلك بل انهالت على المتظاهرين السلميين بالعصي, بينهم مسنون و نساء, حيث نقل العديد من المصابين الى المستشفى. وقابل المحتجون هذه الممارسات القمعية بصرخات الاستهجان, وبشعارات من قبيل "قتالين.. قتالين" و "اولاد الشعب يقتلوهم". وتعرض الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي ورئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان, الى اعتداء همجي على يد قوات الامن المغربي, في محاولة لترهيب و تخويف المحتجين. وتصدى المحتجون الى القمع وواصلوا وقفتهم التي تحولت الى مسيرة جابت الشارع المحاذي للوزارة, مرددين شعارات تفضح سياسات نظام المخزن من قبيل "فضيحة دولية.. لا حقوق لا حريات", "هي كلمة واحدة.. هذه الدولة فاسدة", "عاش الشعب.. عاش الشعب", "الكرامة و الحرية.. لا مخزن لا رعية", "يا مخزن يا ملعون" و "شكون سباب الميزيرية.. المافيا المخزنية". كما اكد المحتجون على اصرارهم على عقد المؤتمر الخامس للحزب بشعارات من قبيل "قولوا للداخلية, مطالبنا شرعية", "المؤتمر حق مشروع و المخزن ماله مخلوع" و "تعيا ما تقمع.. النهج ما يركع". وندد الكاتب الوطني لحزب "النهج الديمقراطي" بالمغرب, المصطفى براهمة, في كلمة له خلال الوقفة الاحتجاجية, "بالهجمة الشرسة للقوات المخزنية ضد مناضلي الحزب والمتعاطفين, بالعنف غير المبرر وغير المسبوق الذي أوقع عدة اصابات وسط المناضلين", مشيرا الى أن "الداخلية لا تريد للناس ان يتكلموا". و اكد عزم الحزب عقد مؤتمره في وقته المحدد له, قائلا : "لن نستسلم و لن نركع و سنواصل النضال لتقويض نظام المخزن المبني اقتصاديا على الريع والاحتكار, وسياسيا على الاستبداد والسلطوية وهو عائق أمام تطور المغرب". و ردا على زيارة رئيس اركان الجيش الصهيوني للرباط, ادان المتحدث بذلك, كما جدد ادانته "لجميع اشكال التطبيع و كل التحالفات العسكرية و الامنية مع الكيان الصهيوني", مؤكدا على موقف الشعب المغربي الاصيل في دعم القضية الفلسطينية. وتفاعل المتظاهرون مع كلمات المصطفى براهمة بترديد شعارات من قبيل "التطبيع خيانة و فلسطين امانة". جدير بالذكر ان هذه الوقفة الاحتجاجية تأتي ردا على امعان النظام المغربي في رفض منح حزب النهج الديمقراطي, قاعة عمومية لعقد اشغال المؤتمر المقرر أيام 22 و 23 و 24 يوليو. وأكد الحزب أن جميع الطلبات التي تقدم بها من أجل استضافة النشاط في أحد القاعات العمومية قوبلت بالرفض من قبل وزارة الداخلية. و يعد حزب النهج الديمقراطي ذو التوجه الاشتراكي, والذي تأسس سنة 1995, معارضا شرسا لكل سياسات نظام المخزن, سواء تعلق الأمر بقمع الحريات أو الغلاء الفاحش, أو التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل. وفي اخر اجتماع له أوائل الشهر الجاري, أدان الحزب بشدة التضييق الذي يعانيه على يد السلطات المغربية, انتقاما منه بسبب مواقفه السياسية ونقده اللاذع لفساد النظام و مطالبته برحيله, و بناء دولة ديمقراطية اساسها الحق و العدل و القانون.