يتفاقم الوضع المتأزم في المغرب يوما بعد يوم, جراء الارتفاع المهول في الأسعار وتسريح العمال وسياسة الاقصاء والتهميش ضد الغالبية العظمى من المغاربة المقهورين وغياب ابسط الحقوق, ما دفع بالشعب المغربي للخروج للشارع لانتزاع حقوقه المشروعة في ظل إمعان نظام المخزن في الفساد و الاستبداد. و في هذا الاطار, خرج ليلة السبت مئات المغاربة في مظاهرات عارمة بمدينة أزمور بالدار البيضاء بإقليم الجديدة, احتجاجا على ما يعيشونه من أوضاع اجتماعية مأساوية, حاملين شعارات "ولاد الشعب حرقتوهم و ولادكم خدمتوهم". وعبر المتظاهرون عن معاناتهم القاسية, في ظل الظروف التي تعيشها ساكنة المدينة, خاصة الشباب, و اشتكوا من الهشاشة و الخصاصة في كل القطاعات, خاصة في قطاع الشغل, مقابل ارتفاع صاروخي في الاسعار, ونددوا بفساد المسؤولين الذي استولوا على كل شيء. وفي تصريحات لوسائل اعلام محلية, استنكر محتجون ما آلت إليه ظروفهم, وصلت الى حد العجز عن تسديد الفواتير الباهظة, مؤكدين ان تصريحات المسؤولين المغاربة بخصوص المشاريع التنموية و الرقي بالمدينة, مجرد اكاذيب. و صباح أول أمس السبت, عرفت مدينة تمارةجنوب العاصمة الرباط, وقفة احتجاجية لعشرات ضحايا مافيا الاسكان, بإقليم الصخيرات. كما نظم سكان دوار الكورة, بالعاصمة الرباط, وقفة احتجاجية, مطالبين بحقهم في السكن, و رددوا شعارات "فيق يا مسؤول هذا الشيء ماشي معقول" و "هذا عار هذا عار.. الساكنة في خطر". و في قطاع التربية, يستمر غليان الشارع المغربي, حيث يواصل أساتذة التعاقد احتجاجاتهم ضد الوزارة الوصية, بتنظيم وقفات وحمل الشارات الحمراء بكل المؤسسات التربوية, في ظل اصرار حكومة المخزن على تجاهل مطالبهم الأساسية. فبعد خوض أساتذة الزنزانة 10 من خريجي السلم 9, لإضراب وطني يومي 21 و 22 سبتمبر, تستعد هذه الفئة لمزيد من الاحتجاجات يوم 5 أكتوبر القادم, تحت شعار "يوم غضب المدرس" مع حمل الشارة السوداء خلال الأسبوع الأول من ذات الشهر. كما يخوض أساتذة التعاقد إضرابا وطنيا اليوم الاثنين, إلى جانب تنظيم وقفة احتجاجية لأعضاء المجلس الوطني ولجنة الدعم والدفاع عن الأساتذة المتابعين أمام محكمة الاستئناف, وذلك تزامنا مع محاكمة 45 منهم بالرباط, "في شوط آخر من أشواط الحكم الصوري الصادر من المحكمة الابتدائية, وفي محاولة بائسة لتجريم الفعل النضالي ومصادرة الحق في الإضراب والاحتجاج السلمي", تقول التنسيقية المغربية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد. وبالتزامن مع الدخول المدرسي ايضا, خرج التلاميذ و أولياؤهم في مسيرات احتجاجية بعدة مدن مغربية, تنديدا بظروف التمدرس المأساوية, والتي تفضح زيف "الاصلاحات" التي تروج لها السلطات المخزنية, ببناء مدرسة ذات جودة للجميع. وفي هذا الاطار, نظم تلاميذ دوار عباس ازيلال مسيرة حاشدة, احتجاجا على عدم توفر حجرات دراسية تكفيهم, و ردد المحتجون شعارات من قبيل "بركات بركات.. هذا الشي ماشي معقول" و "هذا عار هذا عار.. هذا الشي ماشي مقبول". كما احتج التلاميذ و أولياؤهم في عدة مدن بالمملكة على غلق بعض المدارس العمومية. وردا على تماطل الحكومة في الاستجابة لمطالب الشعب المغربي المشروعة, تحضر نقابة الاتحاد المغربي للشغل في المغرب, لحركة احتجاجية من أجل ثني حكومة المخزن عن تجاهل الأزمة المتفاقمة اجتماعيا, جراء ارتفاع أسعار المحروقات والمواد الأساسية. وسجلت النقابة, في بيان لها, "انسحاب الحكومة المغربية من أي مبادرة فعلية وملموسة قادرة على إعادة التوازن للأسعار, والحد من تفاقم التضخم وتداعياته على استقرار أسعار سوق الطاقة ومنظومة الغذاء (...)". وابرزت في السياق "غياب إرادة حكومية حقيقية للزيادة المباشرة في الأجور وتحسين دخل الشغيلة المغربية", وهو ما يستدعي, حسبها, "وضع الحكومة المغربية أمام مسؤولياتها الإجتماعية والسياسية تجاه الأزمة المتفاقمة, خصوصا في ظل سياق دولي متوتر ومرشح للمزيد من التحديات". وعبرت عن رفضها "استمرار الحكومة في تبني سياسة الهروب حتى يتمزق نسيج السلم الإجتماعي", و أكدت أن "أي إصلاح يستهدف منظومة التقاعد يجب أن يحمي المكتسبات ويصون الحقوق".